السلفية والصوفية.. صراع "اللحى والدراويش"
قيادات الصوفية - صورة أرشيفية
جدد مشايخ السلفية هجومهم على الطرق الصوفية ودعوا لإلغاء مشيختها ومنع أي نشاط لها، بعد قرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، باعتماد الطريقة الصديقية الشاذلية لشيخها الدكتور علي جمعة.
وقال الشيخ سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية، لـ"الوطن": "ما تفعله الصوفية سير على الأوهام من المنامات والتخيلات ولا يوجد لها أي سند من الشرع، فتعدد الطرق الصوفية، تعدد في الباطل في كثير من الأحيان، وتعدد في طرق الغواية والضلال، وهذه الطرق لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، بل هي مبتدعة، وهم يُخالفون الكتاب والسنة".
فيما قال وليد إسماعيل مؤسس ائتلاف الدفاع عن الصحب وآل البيت: "إنشاء طرق صوفية هو إلهاء وإبعاد الناس عن الحق وابتداع في الدين".
ووصف الشيخ محمود لطفي عامر رئيس جماعة أنصار السنة بدمنهور سابقا، أضرحة آل البيت بـ"الأصنام"، مضيفا: "الصوفية تنشر البدع والمنكرات والانحراف في العقيدة، والزيغ عن الحق، وما يأتيه بعضهم من الشركيات كدعاء غير الله، والاستغاثة بالأموات، واعتقاد النفع والضر فيمن يسمونهم أولياء، شرك أكبر".
إسماعيل: الصوفية إلهاء عن الحق.. وحلمي: خوارج وكلاب النار
فيما قال الدكتور أحمد لقمة وكيل المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن مهاجمي التصوف والصوفية من التيارات المتشددة والسلفية ضالة ومنحرفة عن كتاب الله وسنة النبي، وتنسب آراءها لله والرسول، وهؤلاء هم سبب البلاء الذي حل على المسلمين، فهم من يشوهوا الصورة الصوفية الوسطية".
وأكد الدكتور عبدالله الناصر حلمي الأمين العام لاتحاد الطرق الصوفية، أن التصوف منوط به علاج ما أفسدته التيارات السلفية صاحبة الفكر المتطرف، فهم سبب بلاء الأمة، ويجب مواجهتهم في ظل تشويه الدين الإسلامي، فالصوفية الدين والإسلام، فهؤلاء يصدق فيهم قول رسول الله في الخوارج فهم كلاب النار، حيث قال "يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، غزيرو اللحية، مقصرين الثياب، محلقين الرؤوس، يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّة، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة"، وقال النبي أيضا "فإن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
وأضاف: "النبي حذرنا من هؤلاء المتشددين الذين يكرهون آل بيت رسول الله، فهؤلاء ليس لهم علاقة بالدين بل متاجرين به فقط".
"الإفتاء": التصوف لا يوجد إلا بالتزام الشرع.. ومن لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به
أما دار الإفتاء المصرية فأكدت أن التصوف هو السعي للوصول إلى درجة الإحسان، وعلامة هذه الدرجة أن تعبد الله كأنك تراه، ولا يمكن أن يتعارض الإحسان مع الإسلام، أو مع الإيمان، فالإحسان دائرة داخل دائرة الإيمان، والإيمان دائرة داخل دائرة الإسلام، وهذه الدوائر متداخلة، لا يمكن أن تتقاطع أو تتباعد أو تتعارض.
وأضافت الدار، في تقريرها عن أصول التصوف: اتفق الصوفية على أن التصوف لا يوجد إلا بالتزام الشرع، وكانت عباراتهم في ذلك صريحة لا تحتمل التأويل؛ فقد قال الإمام الجُنَيد، إمام الصوفية، رضي الله عنه: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام"، وقال: "من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة".