«باشا»: «زهقت من البحث عن وظيفة»
أحمد باشا
«عددنا مش قليل، إحنا كتير، بس مفيش حد بيسمع لنا، تعبنا من الذل والإهانة من المحيطين بينا، وكل ما أقول بكرة يكون الوضع أفضل نرجع للوراء 100 خطوة».. بهذه الكلمات بدأ «أحمد باشا»، 25 سنة، رئيس «جمعية الأقزام» بالدقهلية، حديثه لـ«الوطن»، وقال: «على مدار ربع قرن، سمعت كتير من الإهانات، وتعبت أكتر، وكل مرة بأقول لنفسى (لا يا أحمد، شد حيلك، متخليش حد يكسرك مهما سمعت)»، وأضاف أنه بعد حصوله على «دبلوم زخرفة»، راوده حلم العمل فى وظيفة حكومية، وهو الحلم الذى لم يتمكن من تحقيقه، حتى انتهى به المطاف ليعمل بائعاً فى أحد محال البقالة.
واستطرد «أحمد» قائلاً: «عانيت من سخرية الآخرين منى، وترديدهم عبارات مهينة فى الشارع والمدرسة، كانوا دائماً بيعايرونى ويقولون لى: يا قزم يا قُزعة، وللأسف لا يشعر أحد بمعاناتنا»، وأضاف أنه رغم كل تلك الصعاب، استطاع أن يحصل على شهادة دبلوم فنى صناعى، وحاول كثيراً الحصول على وظيفة حكومية، ضمن نسبة الـ5%، وعندما فقد الأمل فى الوظيفة، اضطر إلى فتح «دكان بقالة» يعينه على أعباء الحياة.
وطالب ابن محافظة الدقهلية، ورئيس جمعية الأقزام بها، بضرورة وفاء الحكومة بتعيين المعاقين فى وظائف حكومية، وصرف معاش وتأمين لهم، مشيراً إلى أن فرع الجمعية بالدقهلية يضم 45 عضواً مسجلين، رغم أن عدد الأقزام فى المحافظة أكبر من ذلك بكثير، وتابع بقوله: «للأسف مفيش معاش بيتصرف لنا، وكارت الـ5%، الذى يردد المسئولون الحديث عنه، مجرد حقن مسكنات، ولم يتم تنفيذ قانون الإعاقة على أرض الواقع»، معتبراً أن «الأمر كله مجرد حبر على ورق». ولفت «أحمد» إلى أنه وعدداً من أعضاء الجمعية حاولوا افتتاح مشروع خاص بهم، عبارة عن مصنع للملابس، ولكن لم يجدوا أى دعم أو مساعدة من جانب المسئولين فى المحافظة.