«الوطن» ترصد ألاعيب المنتفعين والمدّعين لتحقيق «الربح السريع»
السبوبة.. الريح السريع
واقع تغيرت فيه المعايير والقيم، تراجعت فيه إلى حد كبير قيم الانتماء والتضحية، مقابل الجرى وراء «الجنيه»، والسعى وراء المكاسب المادية من أى الطرق، حتى صارت «السبوبة» أسلوب حياة فى تعاملات الناس اليومية، وأصبحت المنفعة هى أول ما يفكر فيه الفرد فى تعاطيه مع محيطه المجتمعى، وأصبح الإنسان يقاس بما يملكه من مال وبرزت العديد من مظاهر الاستغلال، فما بين شركة تستغل ظروف الطلبة وحديثى التخرج فتعينهم لأداء مهام شاقة، برواتب زهيدة، وبين عالم الفن والرياضة، وطغيان «السبوبة» بشكل كبير على متغيراته وواقعه، لم يختلف الحال كثيراً فى عالم السياسة، فبعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، ظهر الكثير من المنتفعين، الذين اتخذوا من شعارات الثورة والحرية والعدالة ستاراً لجنى الأموال سواء بتلقى تمويلات من منظمات وجهات دولية لدعم التحول الديمقراطى، أو المبالغ التى يتكسبونها من استضافتهم فى القنوات الفضائية، الظاهرة وصلت فى الأمر إلى ما يمكن تسميته «المرض الاجتماعى»، وصل فى كثير من الأحيان إلى ارتكاب جرائم السرقة والاختطاف والقتل بهدف جمع المال.
أثرت هذه النماذج بشكل لافت على صورة المجتمع بأكمله، وأصبحت محل نقاش ودراسة.. «الوطن» تعرض، فى هذا الملف، رؤية عدد من خبراء السياسة وعلم النفس، وخبراء الأمن، لخطورة الظاهرة على المجتمع المصرى، وكيفية التصدى لها، ووضع استراتيجية لتطويقها والتغلب عليها قبل تطورها وتناميها بما يؤدى فى النهاية إلى انهيار منظومة القيم، وسقوط المجتمع فى نهاية المطاف.. كما تعرض شهادات لشباب استفادوا من فكرة «السبوبة»، بشكل إيجابى بما يعود بالنفع على المجتمع، وشهادة سياسيين حول مدى الضرر الذى لحق بقطاع الشباب جراء استغلال المنتفعين والمدعين لأحداث الثورة فى التربح على حساب الوطن الأكبر.