كيف أفكر وأنا نائم.. لا أدري، وهل هذا منطقي، أن أفكر أثناء النوم، وأشعر أثناء النوم، أليس غريبًا أن طيفك لا يفارقني، هل سيصحبني في قبري، ولم لا، فالعمل الصالح يصحب صاحبه في القبر، وكذلك العمل السيئ، وهل هنالك عمل أفضل من الصبر، صبري على غيابك، صبري على تجاهلك وهجرك.
كان متاحا أن نتحدث قبل زمن، لكننا لم نكن نقول الكثير:- كيف حالك؟- بخير.- لماذا لا أسمع صوتك؟- هاتفي متعطل.
وكلانا يعلم أن الهاتف بخير، وأن البطارية بخير، وأن الرصيد بخير، وأن لدينا وقت فراغ لا نجد ما نفعله فيه، لكن أحدنا يرغب في الآخر والثاني يرغب عنه.
كانت أيامًا يملؤها الترقب واللهفة والشوق، منتظرًا في أية لحظة أن تقطعي كل شئ، فقد كنت ومازلت واثقًا في عشقي لكِ، أما مشاعرك فأنا أعلم أنها كانت باردة منذ البداية، وما زالت، إن لم يكن كذلك، فكيف استطعت انتزاع قلبي من بين الضلوع، كيف استطعت بضغطة زر أن تفجري داخل رأسي نزيفا من الأفكار المتداخلة التي تمنعني من النوم.
أخبريني كيف سيأتي العيد القادم دون وجودك، كيف يكون، من يهنئني، من يتمنى لي الأمنيات السعيدة. في كل عام أستغل فرصة شهر الصوم، وفي كل يوم لي دعوة لا ترد، أخصك بها عند الإفطار، أدعوا لك بالهداية، وأن يرزقك الله الخير، وأي خير يمكن أن تجديه، أفضل من مكوثك بقلبي.
ليس غرورًا يا غاليتي، فلو كنت مغرورًا ما تحملت ابتعادك، ولاعتبرتها إهانة، وتوعدتك بالانتقام، لكني بصرت معادن الناس.. وأعرف جيدًا قدر نفسي، وقد بخلت بحبي على الجميع، واصطفيتك على نساء الكون، غير أن قلبك لم يتوصل إلى هذه الحقيقة، فتفكيرك المحدود هداكِ إلى أنني مثل غيري، ويمكن إيجادي في أي وقت.. مخطئة كنت في حقي وحق نفسك، فابحثي حتى تملي عن مثلي، ولن تجدي.