«استورجى بإيد واحدة» يحطم مقولة «إيد لوحدها ماتسقفش»
«مجدى» يعمل فى الورشة بيد واحدة
بخطوات سريعة يستيقظ مبكراً، يرتدى ملابسه الرثة التى يعتبرها الزى الرسمى لـ«الشغل»، يذهب إلى الورشة التى يعمل بها، يتحسس أدواته بيده اليسرى، ويبدأ فى العمل باليد نفسها، حيث فقد يده اليمنى فى حادث تعرض له، لكنه لم يفقد الأمل فى مواصلة عمله بيد واحدة.
مجدى عرفة، 37 عاماً، استورجى فى قرية بمحافظة كفر الشيخ، يعمل فى حرفة رش ودهان الأثاث المنزلى، لم تمنعه إعاقته من ممارسة عمله الحرفى بعد أن فشل فى الحصول على وظيفة حكومية ضمن الـ5% من ذوى الاحتياجات الخاصة: «كنت أعيش حياة طبيعية، لكنى حُرمت من استكمال تعليمى، بسبب ظروفنا المادية الصعبة، والدى فضّل تعليمى صنعة لمساعدته فى مصروفات المنزل، وعملت فى الكهرباء وغيرها من الحرف، لكننى وجدت نفسى فى مهنة الاستورجى، صعبة لكننى أحببتها وأتقنتها». 25 عاماً، لم يعرف فيها «مجدى» مهنة غيرها، يواجه صعوبات كثيرة، لكنه يتغلب عليها بقوة إرادته: «زمان كنت أشعر بخنقة من رائحة رش الموبيليا، الآن اعتدت الرائحة كما اعتدت التعب». يحكى عن الحادث الذى تعرض له منذ 18 عاماً: «كانت لحظة مؤلمة استيقظت مبكراً كعادتى، وفى الطريق لعملى تعرضت لحادث سيارة كبير، فقدت الوعى وتم نقلى للمستشفى، ولم أدرِ إلا بعد بتر يدى، وقتها بكيت كتير، وقلت إننى فقدت عملى، لكن بعد أن تعافيت عدت وصممت على العمل، فى البداية كان زبائن الورشة مندهشين من عملى بيد واحدة، لكننى أثبتّ لهم أننى أعمل بكفاءة لا تقل عن الماضى».
مشوار النجاح بعد الإعاقة بدأ بالتحاقه فى مدرسة الفصل الواحد، حصل على شهادة محو الأمية، على أمل الحصول على وظيفة ضمن نسبة الـ5% معاقين، إلا أنه لم يستطِع.