في ذكرى تأسيسه.. ما هو المجمع العلمي الذي احترق بعد ثورة يناير؟
المجمع العلمي
تحل، اليوم الأربعاء، ذكرى تأسيس المجمع العلمي بمصر الذي أسسه نابليون بونابرت أثناء حملته على مصر، على غرار المجمع الوطني بباريس في 22 أغسطس من عام 1798، ليحكم سيطرته على مصر وتأسيس دولته، التي كان يحلم بضمها إلى الامبراطورية الفرنسية.
وعند إنشاء المجمع العلمي بمصر، قسم لأربعة أقسام الرياضيات، العلوم الطبيعية، الاقتصاد السياسي، الأدب والفنون، واشترط حينها على من ينضم لعضوية المجمع العلمي أن يكون عضوا في المجمع الفرنسي.
عُقدت أولى جلسات المجمع العلمى يوم 23 أغسطس 1798، وفيها تم انتخاب المسيو مونج العالم الرياضى رئيسا للمجمع العلمي، ونابليون بونابرت نائبا للرئيس، وفورييه سكرتيرا دائما، وكوستاز نائب السكرتير.
ومن أشهر المصريين، الذين كانوا أعضاء في المجمع العلمي الشيخ مصطفي عبد الرازق، طه حسين، أحمد لطفي السيد، والدكتور علي مصطفى مشرفة. وضمت مكتبة المجمع العلمي أكثر من 200 ألف كتاب ومجلة كان من أبرزها أطلس فنون الهند القديمة، أطلس مصر الدنيا والعليا وأطلس ألماني عن مصر وإثيوبيا ويضم أيضا النسخة الأصلية لكتاب وصف مصر 20 مجلدا، والتي كتبها علماء الحملة الفرنسية، ويضم نسخة من الكتاب المقدس العهد القديم والعهد الجديد طبعة عام 1759، وأعمال ليوناردو دافنشى عام 1840 وأعمال فولتير 42 جزءا.
وكان أنشئ في المجمع العلمي معمل للطبيعة والكيمياء وكان مجهزا بالأدوات الخاصة لدراسة الطبيعة والعلوم الرياضية، وكان أعضاء المجمع الأجانب بدأوا في ذلك الوقت يكتشفون الأراضي المصرية، فقاموا باكتشافات أثرية ورسموا خرائطا مفصلة للبلاد ودرسوا طبائع الحيوانات والنباتات والمعادن المصرية، وقدموا دراسة مستفيضة لمياه النيل وطبقات الأرض.
عند خروج الحملة الفرنسية من مصر تدهور حال المجمع العلمي، وإن ظلت هناك محاولات كثيرة لإحيائه مرة أخرى، فتعقد جلسة شهرية بدءا من نوفمبر إلى شهر مايو يلقي فيها العلماء المصريون والأجانب محاضرات، لتوطيد المجال العلمي ونشره.
وفي ديسمبر من عام 2011 المجمع العلمي للحرق أثناء مواجهات بين قوات الأمن ومجموعة من المتظاهرين وتم ترميمه مرة أخرى، ولكن بعد أن فقد جانبا كبيرا من المخطوطات والكتب النادرة.