نداء لإنقاذ طفل يعذب حرقا في "فرن".. الجيران: "مش أول مرة" ووالده: "بعلمه"
صورة أرشيفية
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منشورًا يحمل "هاشتاج" تحت عنوان "مصيبة بكل المقاييس"، عن تعذيب أحد الأفران بشارع سليمان جوهر بحي الدقي، للأطفال بحرقهم، واصفا أن أحد العاملين يمسك يد الطفل كعقاب له ويدخلها الفرن إلى أن يفقد الوعي، وذلك على مرأى ومسمع من الجميع دون أن يلتفت لصراخه أحد.
المنشور وجّه نداء إلى حقوق الإنسان أو نجدة الطفل أو المجلس الأعلى للطفولة بسرعة التحرك، مبينًا أنه جرى التواصل معهم من خلال أرقامهم دون جدوى.
"الوطن" تحققت من الأمر، وتجولت وسط جيران "الفرن" والمارة بالشارع من عمال النظافة والباعة الجائلين، جميعهم أكدوا أن الواقعة حدثت بالفعل كما أنها تحدث مرارًا وتكرارًا، وأن جميع العاملين بالفرن من أكبر عامل حتى الأطفال -الذين جرى الإبلاغ عنهم- ينتمون إلى أسرة واحدة ترجع أصولها لمحافظة أسيوط، وأنه خلال الإجازة يجرى اصطحاب أطفالهم وأطفال أولاد عمومتهم وأقاربهم للعمل بالفرن حتى انتهاء الإجازة ثم يغادرون إلى مسقط رأسهم بأسيوط للالتحاق بالمدرسة، حسب "أم محمد"، حارس عقار مجاور للفرن.
وعن تعليق المجاورين للفرن بالمنطقة، أكد مجموعة من الرجال الجالسين في مقهى بجوار الفرن، أن أهالي المنطقة طالبوا أصحاب الفرن أن يكفوا عن ضرب الأطفال بهذه الطريقة أو إعادتهم للصعيد مرة أخرى، حتى لا يتسبب ذلك في إحداث "فوضى" بين الحين والآخر بين أصحاب المحل والزبائن الذين يرفضون عنف أصحاب الفرن مع ذويهم.
وخلال التجوال داخل الفرن نفسه، لم يلاحظ وجود أطفال به، فيما كانت أعمال العاملين تتراوح أعمارهم ما بين الـ25 لـ40 عامًا، وبسؤال أحمد محمد، عامل بالفرن، أكد لـ"الوطن" أن الواقعة حدثت بالفعل أمس الأول، وأن الطفل كان ابنه وذلك كعقاب له على "شرب السجائر" وهو في سن صغيرة: "أنا ببص في الشارع بين العربيات لقيته قاعد ماسك سيجارة، جبته وضربته زي أي حد بيعلم ابنه، وكنت بهوش عليه وبقوله هاحطك في الفرن وتولع ولا إنك متبقاش راجل".
أخصائي نفسي: ما حدث كارثة والطفل إما يفقد شخصيته أو يصبح قاسيا على من حوله
وبشأن الجانب النفسي للطفل ومدى تأثير تلك الأفعال من الوالد عليه، أشار أخصائي أن الطفل إما يفقد شخصيته، أو يميل إلى القساوة.
من ناحيته، قال الدكتور عبدالجواد خليفة، أخصائي نفسي بمركز الطب النفسي بجامعة عين شمس: "ما حدث كارثة بكل المقاييس على الطفل، ستغير منه لا محالة، إذ أنها ستقوده لاتجاهين إحداهما أن تظهر على الطفل أعراض قلق واضطراب وفي تلك الحالة تقوم الطفل لانعدام الشخصية وتمحو ثقته بنفسه".
وأضاف الأخصائي النفسي، لـ"الوطن"، أن الاتجاه الثاني هو أن الطفل قد يتحول للتجمد ويصبح "قاسيا" لا يهاب أحدا حتى من أقرب الأقربون، لافتًا إلى أن تغير السلوك عقب الواقعة سيظهر في تعاملات الطفل مع الآخرين فيما بعد، وأنه في الغالب سيتجه الطفل إلى الاتجاه الأخير، مبينًا أنه من المعروف أن الأبناء يثقون في تصرفات آبائهم حتى وإن كانت خطأ، لكونهم رمز القوة والقدوة معًا.