بالصور| محمد "مدرس بـ3 وجوه".. معلم عربي ومدرب كاراتيه وبينهما "مخرج"
محمد وسط فريقه المسرحي
يمارس عمله اليومي المعتاد في المدرسة الخاصة التي يعمل بها كمدرسٍ للغة العربية، والذي يتخلله ممارسة هوايته التي يتعلق بها منذ 13 عامًا، حيث الوقوف على خشبة المسرح المدرسي، موجهًا الطلبة لطريقة التمثيل المثلى التي يراها كمخرجٍ مسرحي، قبل أن يخرج متوجهًا نحو فريق "الكاراتيه" الذي ينتظره مدربًا له، كونه ممارسًا للعبته منذ الطفولة والتي حصل فيها على الحزام الأسود.
محمد زيدان، صاحب الـ 34 عاما، تخرج في كلية التربية جامعة طنطا، عام 2005، ليصبح مدرسًا للغة العربية، لم يلحق بركب التعيين الحكومي، ليستقل قطار العمل في المدارس الخاصة، التي تنقل بينها حتى استقر في إحداها في مدينته ومسقط رأسه، كفر الزيات، والتي يعمل بها مدربًا للعبة الكاراتيه كذلك.
"بلعب كاراتيه من وأنا عندي 7 سنين".. كلماتٌ بدأ بها مدرس اللغة العربية حديثه عن سر تعلقه باللعبة رغم أنه أصبح مدرسًا، فالاستمرار في ممارستها منذ نعومة الأظافر وحتى التخرج في الجامعة، جعلها راسخةً وثابتةً في حياته، لا يمكن تحريكها أو تغييرها أو الاستغناء عنها.
"محمد" تدرب صغيرًا على اللعبة في مراكز الشباب الموجودة في كفر الزيات "اشتركت في بطولات كتيرة على مستوى المحافظة، رغم أنه "مكانش سهل على أيامنا المشاركة فيها عشان مش بتدرب في نادي"، ليصل للحصول على الحزام الأسود في اللعبة أثناء دراسته في الجامعة، وهو أعلى حزام يمنحه اتحاد الكاراتيه.
التخرج والعمل في التدريس لم يكن عائقًا أمام الشاب الثلاثيني من أجل التقدم للحصول على دورة التدريب من منطقة الغربية للكاراتيه، والتي اجتازها بتقدير امتياز، ليعمل مدربًا في "جيم" مملوكا لأحد أصدقائه، وبعض مراكز الشباب في المدينة "عندي فريق منه لاعب كسب السنة دي المركز الأول على مستوى كفر الزيات، وفريق براعم كسب بطولات كتير على مستوى الغربية".
المدرس الذي يواصل عمله في المدرسة استمر في التقدم في اللعبة التي يحبها، حيث حصل منذ 5 سنوات على درجةٍ جديدةٍ في الحزام الأسود، ويطور مهاراته في اللعبة ويستغلها في إطارٍ آخر "طورت ممارستي للعبة وبقيت أعمل كورسات دفاع عن النفس" لتعليم الفتيات كيفية التصدي للمتحرشين.
التدريس كان بوابة للشاب لممارسة هواية أخرى يحبها ويبدع فيها، حيث يتولى مسؤولية المسرح المدرسي أينما حل وارتحل، فالوقوف على خشبة المسرح له سحرٌ يجذبه، ويساعده على تحويل النصوص التي تكتبها زوجته إلى أعمال مجسدة على المسرح "مش بعيد إنتاج أعمال قديمة، مراتي بتألف وأنا بشرف عليه لحد ما يبقى عمل كامل".
الفريق المسرحي الذي يقوده "محمد" يشبه ذلك الذي يقوده في الكاراتيه، فهو يدخل به غمار المسابقات الفنية على مستوى وزارة التربية والتعليم، ليحصد فيها مراكز متقدمة "بنكسب أول على مستوى الإدارة والميرية باستمرار، والسنة دي كسبنا رابع جمهورية".
13 عامًا منذ التخرج، مارس خلالها الشاب الإخراج المسرحي على خشبة مسرح المدرسة، كللها تكريم وزارة التربية والتعليم له، لتميزه في الإخراج المسرحي، ليستمر في ممارسة الهواية التي أصبحت جزءًا أساسيًا من يومه، بجوار تعليم اللغة العربية وتدريب الكاراتيه.