يرمز خلق حواء من ضلع آدم لاحتوائه لها، فهو بمثابة الأمان والسند لحواء، فهى تؤنس وحدته وتشاركه مهمته فى إعمار الأرض، وأمر الله كل منهما باحترام الآخر وألف بين قلبيهما ليعيشا معا فى مودة ورحمة، ولكننا نجد آدم فى وقتنا الحالى يتعمد إهانة كرامة حواء بضربها أو بسبها أو على الأقل نقده اللاذع لها أمام الآخرين، بل ويتعمد أيضا إهمال حواء والتعامل معها بمنتهى الأنانية دون أدنى مراعاة لمشاعرها أو تقدير لدورها فى حياته، وفى النهاية قد يخونها بالزواج من إمراة أخرى إن كانت ظروفه المادية تشجعه على ذلك، فهو لا يحفظ سوى آية تعدد الزوجات فقط من القرآن الكريم، ويغفل عن جميع سوره وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى معاملة المرأة وتكريمها وتقدير دورها.
وتجد حواء نفسها فى النهاية مجبرة على إحدى الخيارين إما أن تكمل حياتها الزوجية بأى وضع تنفيذاً للتقاليد المتوارثة فى مجتمعنا منها: "ضل راجل ولا ضل حيطة"، و"ربنا كتب لك كده يا بنتى اصبرى"، أو تطلب الطلاق من زوجها وتدخل فى صراع مع هذه التقاليد.
يقودنا كل ما سبق ذكره إلى التعرف على سبب الهجوم الذى تتعرض له الإعلامية رضوى الشربينى المتهمة فى نظر الكثير من المشاهدين بأنها تكره الرجال وتشجع الزوجات على الطلاق، فعندما يواجه أى شخص بالمشكلة أو العيب الذى يعانى منه لا بد من حدوث رفض وهجوم لتغيير العيب، فهى تدعم أى أمراة متزوجة للحفاظ على كرامتها المهانة بسبب خيانة زوجها لها أو إهانته لها بأى شكل من الأشكال سابقة الذكر، كما تقدم بعض النصائح والمعايير اختيار شريك الحياة المناسب لأى فتاة للحد من ارتفاع حالات الطلاق الجديدة الناتجة عن سوء الاختيار لشريك الحياة، وبعض المبادىء الموجودة فى مجتمعنا، بالإضافة لنظرة المجتمع إلى أى فتاة غير متزوجة التى تجبرها فى كثير من الأحيان على الزواج من أى شخص.
لن تستطع أى فتاة اختيار الزوج المناسب لها إلا بعد تكوين شخصيتها المستقلة بنجاحها فى عملها وتطوير نفسها باستمرار، بالكورسات والدبلومات المناسبة لتخصصها وتحقيق طموحاتها المختلفة وممارسة هوايتها المفضلة، ثم تبدأ فى وضع المعايير المناسبة لاختيار شريك حياتها، التى تشمل ضرورة كونه شخصا متدينا، ولا يقتصر الأمر على تأديته لفروض الله من صلاة وصيام وزكاة إلخ، بل يتقى الله سبحانه وتعالى فى كل تصرف يقوم به، وأن يكون له نفس الصفات الشخصية، أو على الأقل تستطيع التعايش مع اختلافه عنها دون الاعتماد على تغيير أى صفة لا تقبلها فى شخصيته بعد الزواج، لأن لا أحد يستطيع تغيير أو تطبيع شريك حياته، وفى النهاية الاحترام والتقدير والاهتمام هما مثلث الزواج الناجح الذى يضيف تحقيق طموحات الطرفين معاً.