احتجت إلى شراء إطارات سيارة وبحثت فوجدت أنواعاً كثيرة أجنبية، وكنت أتمنى وجود منتج مصرى، ولكن للأسف نحن نستوردها من كل دول العالم حتى تركيا وهى الأكثر انتشاراً، فسألت أحد أصدقائى من رجال الصناعة هل تصنيع الإطارات إعجاز علمى؟ وهل هى كيمياء أو ذرة أو عمل عبقرى يحتاج لأموال كثيرة؟ أجاب بأن صناعتها أسهل من صناعة الأحذية، فقلت له لماذا لا توجد لدينا إطارات مصرية؟ قال كانت لدينا قطارات وسيارات صناعة محلية ولكن تم تدميرها مثل غيرها لصالح الاستيراد والاقتراض وأنا أستطيع بناء مصنع إطارات فوراً لو كلفتنى الحكومة بذلك، لدينا نحو عشرة ملايين مركبة مرخصة نستورد لها مئات الملايين من الإطارات بمليارات الدولارات فهل هذا معقول!؟
حقيقى أنا مصدوم من استيراد الإطارات، خاصة من تركيا ليست الإطارات فقط بل كل المنتجات التركية تغزو الأسواق المصرية والميزان التجارى بين البلدين لصالحهم وبنسبة كبيرة، إننا نهاجم تركيا ليلاً ونهاراً فى وسائل الإعلام رغم أن أفضل عقاب لها ولغيرها من الدول التى ضدنا ليس الهجوم الإعلامى عليهم بل تصنيع ما نستورده منهم، كيف نهاجم أردوغان ثم نثبت حكمه بدعم اقتصاده على حساب تشغيل مصانعنا وشبابنا!؟
إحياء الصناعة المصرية هدف استراتيجى يجب تحقيقه ويكون شعارنا «الإنتاج هو الحل» وتعبئة المجتمع لذلك سواء كان إنتاجاً زراعياً أو صناعياً أو تكنولوجياً أو خدمات، لأن المواطن مهموم بمشاكله الاقتصادية وتحسن مستواه المعيشى، وهذا يحدث فقط من خلال الإنتاج الذى يسهم أيضاً فى التوظيف وانخفاض الأسعار ووقف الاستيراد ونزيف العملة وإنهاء الأزمات.
فى السطور التالية سوف أطرح أحلامى واقتراحاتى المتواضعة كمواطن مهموم ببلده لإحياء الصناعة الوطنية وتحقيق شعار «الإنتاج هو الحل».
أتمنى حصر السلع الاستراتيجية التى نستوردها من الخارج وتصنيعها فى مصر وتذليل كل العقبات وكسر القيود لتحقيق ذلك ووقف الاقتراض وتعظيم الاستفادة من إمكانياتنا المحلية ومنع تصدير المواد الخام وإعفاء مستلزمات الإنتاج من كل الأعباء (الضرائب والجمارك وغيرهما)، أتمنى دعوة خمسمائة مستثمر جاد ومنحهم أراضى مجانية بالمرافق مع دعم الطاقة وتكليفهم بإقامة مصانع للسلع المهمة وكثيفة العمالة وإعادة تشغيل المصانع المغلقة مهما كانت التكلفة وأيضاً حصر الهيئات والشركات الخاسرة وكذلك أصول الدولة المهدرة وخصخصتها أو إدارتها بفكر القطاع الخاص، أقترح تبنى استراتيجية لتشجيع شراء المنتج المحلى حتى لو كان أغلى سعراً، فالعائد على الوطن والمواطن أفضل مليون مرة من شراء المستورد، أتمنى تقديم الدعم المادى والمعنوى لمراكز البحث العلمى الزراعى حتى تستطيع استنباط أصناف عالية الجودة والإنتاجية وقليلة استخدام المياه وأيضاً إنتاج بذور وتقاوى محلية بدلاً من استيرادها، فهذه قضية أمن قومى وتنهى أزماتنا الغذائية، أتمنى منع تعامل المستثمرين تماماً مع موظفى الجهاز الإدارى والاستبعاد الفورى لكل مسئول يتسبب فى تعطيل الاستثمار وأن تكون لدينا استراتيجية إعلامية لتسويق المنتج المحلى بعمل دعاية مجانية للصناعات الوطنية (إنتاج القطاع العام والخاص) واستضافة رجال الصناعة والمستثمرين الجادين مجاناً وتغيير نظرة المواطنين إليهم، لأنهم يقدمون خدمات جليلة للمجتمع، الدولة حققت إعجازاً فى البنية الأساسية، مطلوب ترجمته إلى مشروعات إنتاجية زراعية وصناعية تقضى على الفقر والبطالة والإرهاب وتسهم فى تحسين مستوى معيشة المواطن واستقرار الوطن.