حقوق الفئات الأضعف فى الدول (الطفل والمرأة والمعاقون وكبار السن والأقليات) تمثل أولوية قصوى وفق القانون للسلطات ومؤسسات المجتمع المدنى فى كل دول العالم.. وقد أصبحنا نتلقى كل يوم عبر صفحات التواصل الاجتماعى والصحف والفضائيات عشرات القصص الإنسانية المحزنة جداً عن البشر من كبار السن الذين يأكلهم الصقيع والفقر والمرض، وكذلك الأطفال المقتولون بالإهمال وسوء المعاملة والمرأة المطحونة بالظروف الاجتماعية والاستخدام السلبى لجسد المرأة والحوادث الإجرامية الطائفية ضد الأقليات..
ونرى فى مصر اهتمام الدولة بقضايا المرأة والطفل والنجدة الإنسانية العاجلة للمشردين فى الشوارع من كبار السن والنساء والأطفال فى هذا الشتاء القارس وتقديم الرعاية الإنسانية والمأوى لما يزيد على عشرات الآلاف من المصريين.. كما أسهمت حملة الرئيس السيسى فى إجراء 120 ألف عملية جراحية للمرضى فى قوائم انتظار العمليات الخطيرة خلال العشرة شهور الماضية فقط.
ونتابع صرخات أصحاب المعاشات من تأجيل الأحكام القضائية فى القضايا المنظورة أمام المحاكم لسنوات طويلة والحزن والغضب يسيطر على ما يقرب من عشرة ملايين إنسان يمثلون مع أسرهم 40% من الشعب المصرى وظروف صعبة، حيث العجز عن شراء الطعام والأدوية والملابس ودفع فواتير السكن والكهرباء والغاز والمياه مع الزيادة الجنونية وغير المبررة فى أسعار السلع والخدمات.
ونؤكد هنا أن الاهتمام بحقوق الفئات الأضعف فى المجتمع وحل مشكلاتهم وتحقيق حياة كريمة لهم لا يقبل التأجيل والتسويف، وليس ترفاً ولا تفضّلاً، وإنما هو أساس الاستقرار والأمن الاجتماعى للمجتمع كله.. لأن المعاناة الطويلة للفئات الأضعف لو تحولت إلى غضب وحقد وكراهية قد تؤدى بالمظلوم المقهور لأن يدمر نفسه وأسرته أو يندفع فى سلوكيات إجرامية، كالسرقة والتخريب والغش والبلطجة والإفساد الأخلاقى، وهو ما تنبّهت له الدول وجعلت الاهتمام بالفئات الأضعف على قمة أولوياتها.. ندعو الله لمصرنا بالخير.. والله غالب.