"بصمة على كباية" تتسبب في إعدام حلاق "قطّع" جاره في كرداسة
صورة أرشيفية
"هو جاري آه .. بس الشغل مريح معايا ومعاشه الشهري كبير ولازم يكون لى نصيب فيه".. هكذا برّر "سعيد رزق" لنفسه سوء عمله وإقدامه على جريمة قتل جاره المجني عليه "عبدالمنعم حسن شلبي" بكرداسة عام 2013، حيث توجه إلى منزله وشرب معاه الشاي، ثم عاجله، بشكل مفاجئ بطعنات قاتلة ثم قطّع جسده إربًا، مستغلا تواجد الضحية بصحبة ابنته "المعاقة ذهنيا" التي لا تقدر على الحركة، ثم أضرم النيران بجثته.
ظنّ "سعيد" أنه قد نجا.. لكنه نسي بصماته على "كوباية شاي" بمسرح الجريمة، وتوصلت إليه الشرطة من خلالها، ومثُل أمام محكمة الجنايات التى عاقبته بالإعدام شنقا حتى الموت.
الواقعة وما جرى فيها شملتها أوراق القضية الرقيمة 15066 لسنة 2013 جنايات كرداسة، والتي أطلعت "الوطن" عليها، حيث شملت اعترافات المتهم وتحقيقات النيابة العامة وملاحظاتها واعترافات المتهم التفصيلية، وتقرير الطب الشرعي.
دبّ خلاف بين الطرفين بسبب اعتياد "سعيد" الاقتراض من "عبد المنعم"، حيث طالب الأخير برد الأموال التي اقترضها منه ولكن دون جدوى، وبدلا من أن يسعى "سعيد" لردها، نسج خطة للتخلص من جاره بشكل نهائي والاستيلاء على معاشه الشهري، متناسيا "العشرة" بينهما، وحدد مساء اليوم التالي للتنفيذ.
الساعة تُشير إلى التاسعة من مساء يوم 14 يناير 2013، أعدّ "سعيد" ساطور وسكينين وأكياس بلاستيكية لتنفيذ الجريمة، وقصد منزل "عبدالمنعم" وطرق الباب فاستقبله الأخير ظنا منه أنه جاء لإنهاء الخلافات بينهما، وبالفعل كانت هي الحجة التى اتخذها "سعيد" للدخول وبدء تنفيذ مخططه.
شربا الشاي سويا كعادتهما، واستأذن "عبد المنعم" للدخول إلى دورة المياه، وما أن نهض حتى عاجله "سعيد" بـ 3 ضربات متتالية بالساطور فى منتصف رأسه من الخلف، فسقط "عبد المنعم" مضرجًا في دمائه، ثم استل السكين ونحر رقبته، ولعدم حدة نصلها، استعان بسكين آخر وأكمل مهمته، ثم سدد له طعنات في أماكن مختلفة بجسده، ثم أمسك بالساطور مرة أخرى وبدأ في تقطيع جثته، ولما عجز عن وضع الأشلاء داخل أكياس بلاستيكية، ثم استعان بموقد "كيروسين" وأشعل النيران في جثة جاره، وأطفاهأ مرة أخرى، ولم يكتف "سعيد" بهذا القدر، بل بدأ بالبحث على أي أموال قبل الهروب، لكنه لم يجد شيئا، ولاذ بالفرار.
تلقت الشرطة بلاغا بالحادث من الجيران، وانتقل فريق من المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، وحرروا محضرا بالواقعة، وأحالوه إلى النيابة العامة، والتي أمرت بندب الطب الشرعي للتشريح، كما استدعت المعمل الجنائي للمعاينة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
النتائج كلها قادت إلى "سعيد" بعدما توصلت له التحريات وشهود العيان، فضلًا عن تقرير الإدارة العامة للأدلة الجنائية والذي فجّر مفاجأة حملت في طياتها قرينة لا تقبل الشك في ارتكاب "سعيد" الحادث، فقد أفاد التقرير انطباق البصمات المرفوعة من على "كباية" عُثر عليها فى صالة شقة المجنى عليه، مع بصمة إصبعي الإبهام والسبابة باليد اليسرى لـ"سعيد"، بالإضافة لثبوت أن آثار الدماء الموجودة على السكينين والساطور تخص المجنى عليه "عبد المنعم".
أحاطت الأدلة بـ"سعيد" والذي لم يجد بدا من الاعتراف التفصيلي أمام النيابة، وتمثيل الجريمة خلال المعاينة التصويرية، وتمت أحالته النيابة للمحاكمة الجنائية.
مثُل المتهم "سعيد"، أمس، أمام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار فتحي البيومي، وعضوية المستشارين وفيق مكاوي وعلي حسن، وسكرتارية رفاعي فهمي، وقضت بإجماع الأراء بإعدامه شنقا حتى الموت.