الكلاب والقطط تملأ حياة «عم بيومى» بعد المعاش
«عم بيومى» يحرص يومياً على إطعام الكلاب والقطط
بعد شروق الشمس بدقائق، ارتدى «عم بيومى» ملابسه سريعاً، ونزل درج المنزل مسرعاً وكأنه فى العشرينات من عمره وليس الـ75، وعلى إحدى نواصى منطقة «بين السرايات»، أطلق صفارة أعقبها تجمع عشرات القطط من حوله، وكأنها فهمت مغزى النداء. ابتسامة غمرت ملامح «عم بيومى»، وهو يفتح «كيس أسود»، يحمل هياكل دجاج ويلقيها للقطط، لتلتهمها على الفور، وما إن انتهى من مهمته، قرر العودة إلى منزله، لكن هذه المرة على مهل، وبداخله شعور بمزيج بين الرضا والامتنان، لأنه استطاع تنفيذ وصية والده، الذى كان يعمل «جناينى» فى سراى الملك فاروق قبل وفاته، ويحرص على رعاية الحيوانات الضالة.
«وأنا صغير كنت أشوف أبويا وهو راجع من عمله، ورغم التعب والشقا طول النهار فى حديقة القصر الشاسعة، كان متعود يشترى أكل ويوزّعه على كلاب وقطط المناطق الفقيرة، ويقعد يلف على رجليه، وقبل ما يموت وصّانا أننا نهتم بالحيوانات زيه»، حسب «بيومى».
كان الرجل السبعينى يعمل موظفاً فى شركة السد العالى للمشروعات الصناعية والكهربائية، وبعد إحالته إلى المعاش صار يشغل نفسه بعادة إطعام الحيوانات الضالة، إلى جانب إدارة محل صغير للأدوات الكهربائية، فيشترى هياكل وأجنحة الدجاج ويطلب من زوجته أن تعدّها بطريقة تسهل على الحيوانات تناولها.
لم يخجل «عم بيومى» يوماً من مهنة والده كجناينى، بل على العكس عشق فترة الملكية فى مصر من حكايات والده عنها: «أبو الملكة نازلى كان محب للنباتات جداً، وكان دايماً يستورد الأزهار النادرة، لذا كان والدى مهم عنده، حتى عادة تربية الحيوانات الضالة نقلها عن القصور، وحاول من بعد كده زرعها فى أولاده.. يعنى أنا باعمل عادة ملكية»!