1- مضت يوم السبت الماضى ذكرى عالم جليل ومفكر عظيم من مفكرى الإسلام فى العصر الحديث، هو الأستاذ الشيخ «محمد الغزالى»، الذى تُوفى يوم 9 مارس 1996م، وهو يستحق أن يُقام له من الأزهر الشريف احتفال لائق باسمه ومكانته. رحل الفقيد وترك أعمالاً علمية طارت بها الركبان، وجدّدت الفكر الإسلامى، ومن كلماته الخالدة -عليه سحائب الرحمات تترى-:
- إن انتشار الكفر فى العالم يحمل نصف أوزاره متدينون بغّضوا الله إلى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم.
- الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن، إن الحرية أساس الفضيلة.
- وسأله شاب: ما حكم تارك الصلاة؟ فقال له: حكمه أن تأخذه معكَ إلى المسجد!
- التديّن المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ.
- يؤسفنى أن أقول: إننى كنت إذا صارحت بأن للإخوان المسلمين أخطاء وجدت العيون تحمر، والوجوه تثبت، وكأنى كفرت، فأقول لهم: المسلمون هُزموا يوم أُحد، وقيل لهم إنكم أخطأتم، فكيف تريدون أن تبرّئوا أنفسكم من كل خطأ.. لكن كانت عصبية عمياء.
- إن الذين يحسبون أنفسهم جماعة المسلمين يرون مخالفة قياداتهم ضرباً من مخالفة الله ورسوله! وعزَّ علىَّ أن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، وأن تتجدد سياسة الخوارج مرة أخرى، فيلعن أهل الإيمان، ويُترك أهل الطغيان باسم حق السمع والطاعة! ومن المضحك أو المبكى أن يقول خطيب إخوانى إن الولاء للقيادة يكفر السيئات، والخروج عن الجماعة يمحق الفضائل، فكيف تُلبسون الدين هذا الزى المنكر؟!
- ويقول لأدعياء التدين: ما غرامكم فى القول بأن الأمة فى هبوط مستمر، لماذا تشتهون ذمّ الناس، والتماس العيب للأبرياء، وتطلقون ألسنتكم كالزنانير الهائجة، تلسعون هذا وذاك باسم الدفاع عن السنة، إن آباءكم قتلوا «عليًّا» باسم الدفاع عن الوحدة، وقتلوا «عثمان» باسم الدفاع عن النزاهة، فإلى متى تتسترون بالإسلام لضرب الرجال الذين يعيشون له، وإن كثيراً من الخصومات الفكرية كان مظهراً من مظاهر العلل النفسية أكثر مما هو خدمة الإسلام.
2- وزير التربية والتعليم يقوم بمجهود كبير على خطوات تطوير التعليم فى مصر، ونتمنى أن تظهر ثمرة ما يقوم به قريباً، بعد أن يتجاوز المشكلات المعقّدة التى تقابله وهى حمل ثقيل كالجبل، هذا عن الوزير، أما الوزارة فقدمت وصلة فى تعذيب المواطن المصرى فى الأيام الماضية، وهى تتلقى أوراق التقدم لمسابقة التربية والتعليم، بذل المسئولون جهوداً مضنية فى تعذيب المدرسين المتقدمين للمسابقة، وقد أثمرت هذه الجهود عن تقديم صورة جديد من الإرهاق والتعب والنكد والعذاب الذى يتعرض له المواطن المصرى فى أكثر المصالح الحكومية منذ أمد بعيد، وعلى أيدى الحكومات المتعاقبة.
«القيد العائلى» عنوان لورقة لا قيمة لها إلا فى تعذيب المتقدمين للمسابقة، وكانت شرطاً من شروط التقدم للمسابقة، والغرض منها استبعاد أقارب القيادات من المسابقة، وهذا ظلم بيِّن للأقارب، فالمتقدم إن توافرت فيه الشروط ينبغى ألا يُضر بسبب قرابته لأحد القيادات، والأهم: هل الوساطة والمحسوبية والتزوير والتدليس يكون بين الأقارب فقط؟! أليس الوساطة والمحسوبية تكون عن طريق العلاقات التى لا ترتبط بالنسب والقرابة أصلاً، بل بمجرد المعرفة وتبادل المصالح؟ ثم تعلن محافظات الاستغناء عن هذا الشرط، ثم يرى مُستبعدون أسباباً وهمية لاستبعادهم، ولا يجدون رداً من الوزارة، واستبعدوا -مثلاً- الحاصلين على ماجستير من كلية الآداب فى قسم الدراسات الإسلامية!!!.. إنها حالة من التعنت والتخبط والعشوائية واللامبالاة، لتزيد من معاناة بعض المواطنين.. وهكذا مؤسسات ترفع المعاناة ومؤسسات تزيدها.