بين بساطة السؤال وبداهة الإجابة هناك العديد من التساؤلات المتدرجة من منطقة الاستفسارات الدافئة وصولاً إلى المحطات الساخنة أو الملتهبة أحياناً فى مثل هذه الحوارات. فى يقينى ومعتقدى أن الرئيس السيسى لقطة مضيئة فى سجلات تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين، فالرجل أراه ويراه المنصفون من المؤرخين «حالة مصرية فريدة»، فهو «فكرة إصلاحية». كنت أقرأ وأردد منذ سنى الصبا عبارات مقولبة ونمطية عن السياسة والسياسيين، كنت أظن أن السياسة لعبة والساسة لاعبون، وكنت أردد مقولة «لعن الله السياسة وكل ما اشتُق منها بمكان.. ساس ويسوس وسائس ومسوس». قرأت فى كتب التاريخ وكتبت بعضاً من سطورها، بيد أن اسم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» سيكون له مكان ومكانة فى دفتر التاريخ، الصدق والإخلاص والشفافية والوعى والورع والقوة صفات ميزت وتميز الرجل، بيد أنه حالة أكثر منه رئيس دولة.
أنا على يقين من أن الرئيس فى غنى تام وحقيقى وصادق عن المناصب بشكل عام، فالرجل الذى دفعته الظروف والتحديات إلى التصدى لأهل الشر منحازاً إلى إرادة الأمة واضعاً روحه على كفه فى مشهد لن ينساه التاريخ، هو نفس الرجل الذى دفعته صيحات وصرخات الجماهير إلى تلبية النداء -نداء الواجب- على غير رغبة منه ليتحمل المسئولية فى أصعب وأحلك وأعقد الفترات فى تاريخ مصر، هو نفس الرجل الذى توكل على الله وخاض أشرف وأنبل وأصدق المعارك.. معركة تطهير الأرض من جحافل وفلول أهل الشر بطول مصر وعرضها.. معركة بناء الدولة المصرية من بنيتها الأساسية وقواعدها المعمارية وصولاً إلى مرحلة بناء الإنسان المصرى وصوغ أحلامه من جديد. وبين المعركتين خاض الرجل -وما زال- سلسلة من المعارك ضد الإهمال والكسل والفساد وغياب الوعى والارتباك المجتمعى والتردى الثقافى والتشظى الأسرى وغيرها وغيرها، مما سيفرد له التاريخ صفحات وصفحات. لقد خاض الرئيس معاركه جميعها مؤمناً بما يفعل ومتسلحاً بالصدق والشفافية والصراحة والفهم والوعى والإخلاص، فكانت النتائج جميعها توفيقاً ونجاحاً وتفرداً أثار انتباه العالم. الرئيس يخوض ويقود مشروع الصعود المصرى فى كافة المجالات، ويشهد له القاصى والدانى.
أعود إلى سؤال بعض السائلين وتساؤلات بعض المتسائلين: لماذا نحتاج الرئيس؟ أقول: لأننا ببساطة نحتاج الرئيس، يكمل البناء ويتمم مرحلة الصعود وبناء الدولة حجراً وبشراً على قواعد الصدق والوعى والعمل الجاد، سيقولون: تداول السلطة.. أقول: عن أى سلطة تتحدثون؟ تحدثوا فقط عن المسئولية، يتحدثون عن السلطة ولم يتحدث أحدهم عن المسئولية! سيقولون: النخبة السياسية المصرية قادرة على تقديم البديل! أقول: أين هى تلك النخبة؟ ألا تخجلون؟ القضية ليست فى عدم وجود نخبة.. القضية فى وجود نكبة حقيقية وغياب حقيقى لملامح هذه النخبة المزعومة، مَن مِن هؤلاء لديه الوعى الكامل بمشاكل هذه الأمة، ومن يملك الأدوات التى يحل بها تلك المشاكل، ومن منهم قادر على أن يكون مجرداً صادقاً قوياً أميناً كما الرجل، أقول: إنها شهادة للتاريخ سنحاسب إذا كتمناها أو أخرناها أو التففنا حولها. الآن نحن بصدد تعديلات دستورية مقترحة ومعروضة للنقاش العام أو المجتمعى، حزمة متكاملة تمثل خطوة لإزالة التشوهات الدستورية والتشريعية وتضع الأمور فى نصابها الصحيح، البعض يردد بأنها تعديلات المقصود منها مد فترة الرئاسة، وأقول: وهل هناك غضاضة فى ذلك؟ وهل تمديد فترة الرئاسة أمر يغضب البعض؟ أقول بوضوح ودون مواراة:
إن وجود الرئيس السيسى فى المشهد يقلق ويزعج ويرهب أعداء هذا الوطن.
إنه يمثل لهم جلطة فى شريان مخططاتهم الدنيئة فى المنطقة وليس فى مصر وحدها.
أنا أعلم لماذا نحتاج الرئيس، فهل علمتم؟