ألا دونا ألا دوى ألا ترى.. وقررررب قرب قرب، واتفرج على مولد سيدى «العكاك» مؤسس جبهة العك المصرى لأصحابها من نخبة تأبى أن تتم! أو مدعى فهم يتصدرون المشهد وهم يظنون -ظن السوء- أنهم أصحاب الرؤية التى لا يأتيها الباطل من خلفها ولا أمامها، ففى الوقت الذى تتوالى فيه التطورات فى سيناء من جانب وتل أبيب من جانب آخر دون أن يلتفت لها أحد من مريدى مولد سيدى «العكاك»، فيتم تطوير الإرهاب فى سيناء بإطلاق صاروخ سام 7 على طائرة هليوكوبتر مصرية وإسقاطها واستشهاد كل من كان فيها، خرجت تصريحات نائب وزير الدفاع الإسرائيلى دانى دانون تؤكد أن بلاده تتوقع من مصر الاهتمام بالوضع الأمنى داخل أراضيها، وأنها ستحاسب من يخطط لتنفيذ اعتداء ضد إسرائيل حتى وإن وجد فى أراضى دولة أخرى؟! ثم تدرج الموقف الإسرائيلى مساء الجمعة -أمس الأول- عبر نشر خبر مفاده تصدى منظومة القبة الحديدية فى مدينة إيلات لصاروخين أُطلقا من منطقة سيناء تجاه المدينة، دون وقوع إصابات، وأن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن عناصر من الجماعات الجهادية فى سيناء تقف وراء عملية إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل؟ ووفقا للتصريح الأول لنائب وزير الدفاع الإسرائيلى فإن إسرائيل لن تتوانى عن التدخل لحماية أمنها إن استمر تعرضها للإرهاب من داخل سيناء وعجزت مصر عن ضبطه!! لا أعرف كيف يمكن التعامل والربط بين تطور الإرهاب فى سيناء وما صرحت به إسرائيل، وهل هو من باب المصادفة، أم من باب توارد الأفكار، أم من باب الترتيبات المُعدة سلفاً لتوريط الجيش المصرى فى سيناء؟ كما لا أعلم كيف مرت تلك الأخبار مرور الكرام على برامج الإعلام المُذبهل، فى الوقت الذى لا يفوتون فيه سقطة ولا لقطة يتفوه بها أبطال مولد سيدى «العكاك». فيقيم الدنيا لبيان لا قيمة له يصدره التيار الشعبى يُحذر فيه الجيش من التدخل فى السياسة -على غرار «أنا باحذرك يا سيشى»!- ويستمع بإنصات لمنسق حملة «سى سامى عينان» رئيسا وهو يردد أن «مستر» سامى هو المرشح القادر على حصد الدعم الشعبى! يا للهول! ويتابع باهتمام المؤتمر الصحفى لعدد من أحزاب لا وجود لها فى الشارع تحت مظلة جبهة الإنقاذ وهى تعلن عن رفضها إصدار مؤسسة الرئاسة لمشروع قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية بلا حوار معهم! فتتساءل على طريقة القذافى: من أنتم؟ ووسط هذا الجو المفعم بالبحلقة ورفع الحواجب يُفحمك الجهابذة بتفاصيل زيارة الحاج أبوالفتوح لعمرو موسى قال إيه، للتشاور حول مستقبل مصر فى الأيام المقبلة وإعلان عدم ترشحه أمام السيسى!! وتستمر حالة «الاذبهلال» اللاإرادى فلا يفوتهم التعليق وتسليط الضوء على فتوى «أبو السبابيب» مظهر شاهين -الصبح جبة وبالليل بدلة- مفتياً بجواز طلاق الإخوانية بعدما أفتى بتحريم التعامل مع محلات بقالة الإخوان! أى أنه يتعامل بذات منطق الإخوان الفاجر.. يا لهو بالى! وتتواصل حالة الفتْى فيقيمون حلقات ومناقشات بين نخبة متشاحنة حول الدولة العسكرية، ومؤيد لها لأن مصر فى أزمة، ومعارض لها بمنطق هم السبب فيما آل إليه الحال، دون أن يطرح أى منهما رؤية لمفهوم الدولة العسكرية وهل تنطبق على مصر أم لا؟! ألا زادكم الله خبالا فوق خبالكم يا من تجيدون مهنة ضياع الأوطان وتشتتها وتشرذم أهلها. ألا تستحون فتصمتون؟ بأى لسان تتحدثون ومن تظنون أنكم تمثلون؟ يذكرنى حالنا بمشهد يحترق فيه جرار قطار بينما ركابه يتصارعون حول من يجلس بجوار النافذة؟!!! انتبهوا أيها السادة فمصر فى أزمة رغم كل ما حققته من معجزات فى الأشهر الماضية.