معهد دراسات الشرق الأوسط بـ"واشنطن": "صفقة القرن" لا تتضمن حل الدولتين
بول سالم
قال الدكتور بول سالم رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط بواشنطن، إن علاقة الإدارة الأمريكية الحالية بمصر تتضمن أبعادا كثيرة منها العسكري والاقتصادي، في ظل وجود معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل.
ويعتقد "سالم" الذي تحدث على هامش لقاء مع صحفي، أمس، بمناسبة بعثة "طرق الأبواب" التي تنظمها حاليا غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أن "العلاقة بين الدولتين المصرية والأمريكية قديمة وعميقة ومهمة"، وأن العلاقة الحالية بين الرئيسين السيسي وترامب تتسم بـ"الدفء"، موضحا أن الحرب على الإرهاب أضافت بعدا آخر ضمن أبعاد قوة العلاقة بين البلدين.
وفيما يتعلق بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى واشنطن الأسبوع المقبل، قال "سالم" إن زيارة الرئيس تأتي ضمن تلك "العلاقة الدافئة"، وفي ظل سياق طبيعي لعلاقات ثابتة بين البلدين، مضيفاً: "ترامب لن يتراجع عن قراره باعتبار سيادة إسرائيل على الجولان، لكنه على الرغم من ذلك يدرك أهمية الدور المصري في عدة ملفات داخل المنطقة أبرزها ملف غزة والعلاقات بين حركتي فتح وحماس".
وأرجع قرار الجولان الذي اتخذه ترامب إلى كونه يمثل تثبيتا لوضعه مع الناخبين الإنجيليين واليمينيين الأمريكيين، ودعما لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن "صفقة القرن" تعد "لا شىء"، في ظل عدم وضوح أي تفاصيل خاصة بها، لكنه أضاف أنه إذا كان هناك ما يسمى بـ"صفقة القرن" فإن دور مصر سيكون هاما في تحديد مدى تجاوب أوعدم تجاوب الدول العربية مع تلك الصفقة.
وأوضح أنه لا توجد معلومات مؤكدة حول "صفقة"، وأن العامل المشترك في التسريبات التي يتم تداولها تتعلق بوجود دولة واحدة مع منح الفلسطينيين نوعا من الحكم المحلي على بعض الأراضي مع توفير مزايا اقتصادية يتم تمويلها من دول عربية، بمعني أنه لن يكون هناك حل الدولتين، وهو أمر لن يقبل به الفلسطينيون ولا الدول العربية، وفقا لتوقعات "سالم".
وفيما يتعلق بماراثون الانتخابات الأمريكية المرتقب، اعتبر رئيس معهد الشرق الأوسط أن المعركة الانتخابية المقبلة في نوفمبر 2020 "بدأت من الآن"، وأن احتمال فوز ترامب بفترة ثانية "أمر قائم" مالم يظهر مرشح قوي من الحزب الديمقراطي ، موضحاً انه في حال فوز الديمقراطيين بالرئاسة فقد تحدث بعض التأثيرات السلبية في العلاقات الشخصية بين القادة لكن جوهر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وفي المقابل فقد تشهد العلاقات مع المملكة العربية السعودية بعض التغيرات السلبية.
ووصف "سالم" أن الملف الايراني هو الملف الابرز في قائمة اهتماما ادارة "ترامب"، وعلى الرغم من توقيع عقوبات قاسية على إيران إلا أن الوضع الميداني ناعماً، موضحاً أن أمريكا لم تقم بالضغط العسكري على ايران في سوريا حتى تحقق الهدف الاساسي من العقوبات وهو إبعاد النفوذ الإيراني عن المنطقة، وبالتالي اتخذت العلاقات الأمريكية الايرانية عنوان "لا حرب ولا مفاوضات".
وأكد "سالم" أن القلق طويل الأمد عند الأمريكيين هو الصين، وتابع: في زيارة أخيرة لوفد من المعهد إلى وزارة الدفاع الامريكية قال لنا مسئول بالوزارة إن الهم الأول لهم هو الصين، وإنهم يرون أن روسيا لا تمتلك نفس حجم الاقتصاد ولا السكان، مثلما الحال في الصين التي تتمتع حاليا باقتصاد قوي وتكنولوجيا متقدمة وبصفة خاصة في الـ"G5" أو تكنولوجيا الجيل الخامس، وهى التقنية التي ستسود العالم في الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن أمريكا قلقة من تفوق الصين في حجم الاستثمار على تطوير الذكاء الاصطناعي ويخشى الامريكيون من ان تسبقهم الصين في هذا المجال ايضاً. واضاف أن مسئولي وزارة الدفاع الامريكية تركوا انطباعا طوال الوقت بان كل نظرة الى منطقة الشرق الاوسط لديهم تنطلق من سؤال: "أين الصين هنا".