المواصلات العامة لم تسلم من قطع شارع الأهرام والركاب يريدون "العودة إلى البيت"
لم يسلم الترام من قطع الجيش لشارع الأهرام، بعد توقفه على القضبان فى منتصف الطريق، نزل السائق من الكابينة متجها إلى آخر القطار حتى يرجع مجددا إلى محطته، ولم يسلم من رد فعل الركاب الذين تساءلوا "أنت مش هتوصلنا ولا إيه؟".
خطوة أخرى اتخذتها قوات الجيش والأمن المركزى خوفا من عواقب تظاهرات 24 أغسطس ضد الإخوان، أقاموا حواجز وأسلاك شائكة فى شارع الأهرام، ومنعوا أى سيارات أو مواصلات عامة من العبور، لمنع وصول المتظاهرين إلى قصر الاتحادية، مطالبين أصحاب السيارات من إيجاد طرق جانبية بديلة.
أرادت أن تذهب إلى حدائق القبة، حيث مسكنها، كلماتها تخرج بصعوبة وهى نصف باكية، نتيجة للفزع الذى سببه سائق الترام الموقوف عندما أعلن أنه سيرجع مجددا إلى المحطة، وقفت المرأة العجوز متحيرة، مرتدية جلباب أزرق غامق وطرحة سوداء ملفوفة بإهمال حول رأسها الصغير، الذى تسطع فوقه شمس الصيف الحارقة، يخرج شعرها الأبيض اللون من تحت الطرحة، وتختفى عيناها وراء نظارة طبية، تدل على ضعف نظرها الشديد، لا تعرف كيف ستكمل طريقها إلى بيتها.
مشادات وأصوات عالية تبعت السائق الراحل عن قمرة القيادة، "أنا دافع فلوس علشان توصلنى" قالها صاحب القميص الأزرق والنظارة السوداء، أحد ركاب الترام، موجها سؤاله إلى محصل التذاكر، الذى أنهى مسؤوليته تماما بما حدث بقوله "روح قول للسواق".
"يا باشا" نداء محصل تذاكر آخر، أحد المتضررين من ثورة 24 أغسطس، يقف على السلم الأمامى للأتوبيس الأحمر اللون القادم من منطقة عين شمس، الذى توقف فى وسط شارع الأهرام فى اتجاه مصر الجديدة، مناديا على أحد أفراد الجيش، الذى يتلخص كلامه فى جملة "ممنوع المرور"، فكانت نتيجة الحوار أن الأتوبيس سيتوقف عن العمل لباقى اليوم.