«حميات شبين الكوم»: حالة «مؤكدة» وعشرات المشتبه فيهم وإدارة المستشفى تنشئ «غرفة فرز» للمصابين بالفيروس فى العيادة الخارجية
آلام بالصدر استمرت لعدة أيام دون انقطاع، مصحوبة بكحة تتسبب فى ضيق التنفس، تبعتها حالة إغماء تام استمرت لعدة ساعات لحين وصول سيارة الإسعاف لنقل «الحاجة فوزية»، 59 عاما، من قريتها «ميت عافية»، التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، إلى مستشفى الصدر بمدينة شبين الكوم، الذى رفض استقبالها بسبب تدهور حالتها الصحية؛ لأنها تعانى مرضا مزمنا بجهاز الكبد وارتفاعا فى السكر، فتم تحويلها إلى مستشفى قصر العينى بشبين الكوم، وبعد إجراء التحاليل الطبية اللازمة لها تأكدت إصابتها بفيروس «H1N1» المعروف باسم إنفلونزا الخنازير.
«إحنا ناس غلابة على باب الله وما نعرفش حاجة»، بهذه الكلمات ومن داخل غرفة العزل رقم 202 بمستشفى حميات شبين الكوم، بدأت الحاجة فوزية تروى لـ«الوطن» حكايتها مع المرض، قائلة: خضعت لإجراء العديد من التحاليل والإشاعات على مدار أسبوع كامل بعد تأكد إصابتى بالفيروس.. أصل أنا مريضة بالكبد والسكر وبتعالج منهم بقالى سنين، ولما جالى الفيروس حسيت إن عمرى انتهى وكنت كل ما أصحى من الغيبوبة أقول للمرضات أنا تعبانة ومش حاسة بجسمى، بس الدكتور كان بيقولى إنى خفيت وأقدر أروح».
غرف متجاورة بالطابق الثالث بمستشفى حميات شبين الكوم، لعزل المرضى الذين يشتبه فى إصابتهم بإنفلونزا الخنازير، الذى يستقبل عشرات المرضى يوميا، طبقا لما ذكره الدكتور مجدى عبداللطيف حبيشة، مدير عام المستشفى؛ حيث يقول: نطمئن بشكل يومى على رصيد الأسرّة الفارغة فى غرف العزل ومدى توافر علاج «التاميفلو» لاستخدامه فى علاج المصابين دون الانتظار لنتيجة العينات، حتى نتمكن من محاصرة الفيروس داخل جسم المريض، ويتم عزله بشكل عاجل فى غرفة فردية تراعَى فيها نصائح وإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وأضاف: نتعامل مع الإنفلونزا المستجدة بنظام «الترصد» حتى نتمكن من الإحاطة بالفيروس ونمنع انتشاره، وأنشأنا غرفة فرز بالعيادة الخارجية للمستشفى مهمتها تحديد الحالات المشتبه فيها لمنع الاختلاط بين المصابين بالفيروس والمرضى بحالات الإنفلونزا العادية، مضيفاً: «المستشفى لم يستقبل أى مصاب بإنفلونزا الطيور على مدار السنة الماضية، وتم رصد العديد من حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير دون وقوع وفيات على مدار العام من الحاملين للفيروس».
«بنتى مريضة بقالها 6 شهور، ولفيت بيها على أكتر من دكتور وماعرفوش يعالجوها، ولما جيت هنا اتفاجئت إن عندها إنفلونزا الخنازير»، استمرار آلام البطن وارتفاع درجة حرارة الطفلة أميرة رشدى، 11 سنة، من أبناء قرية كفر الفراعين التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، دفعا والدتها للذهاب بها إلى مستشفى الحميات بعد تأكيد أحد الأطباء إصابتها بالفيروس بجانب التهاب سحائى جعلها تفقد النطق؛ حيث تقول والدتها: «أميرة أكبر اخواتها الستة، وأبوها على باب الله، علشان كده ما قدرناش ندخلها المدرسة، اكتشفنا إصابتها بمرض السحاء منذ ما يزيد على سنة، وتركناها فترة دون علاج، وهو الأمر الذى أثر سلبا على مناعتها وجعلها تصاب بالفيروس». وتضيف: «تم حجزنا فى غرفة خاصة بالمستشفى منذ 21 يوما، خضعت فيها لكورس علاج مكثف، تمكنت من الحركة والنطق بعد انتهائه، والآن ننتظر قرار الطبيب بخروجها».
لم تختلف الأعراض التى أصابت عبدالغنى عبدالرازق يوسف، 55 سنة، من أبناء قرية اصطبارى، التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، عن سابقته قبل عزله داخل الغرفة رقم 204 بالمستشفى بعد تعرضه لحالة إغماء فقد إثرها الوعى؛ حيث يقول: «حوالى الساعة الثالثة صباحا، قبل أسبوعين، شعرت بارتفاع شديد فى درجة حرارة جسمى؛ حيث وصلت إلى 40 درجة مئوية، بالإضافة لقىء وسعال مستمر، الأمر الذى دفع أسرتى للاستغاثة بسيارة الإسعاف التى نقلتنى إلى هنا؛ حيث تولى الطبيب النوباتجى حقنى بعلاج التاميفلو وبعض العقاقير الأخرى، وسحب عينة دم ومسح حلق لإرسالها للمعامل المركزية بوزارة الصحة». ويضيف: «خضعت للعلاج لمدة 15 يوما داخل غرفة منفردة بعد تعرضى لوعكة شديدة وتوقف الكلى عن العمل نتيجة تناول العلاج بشكل مستمر».