رصف وتجميل وكنس: «اللى ما تعملوش الحكومة.. يعمله الأهالى»
متطوعون أثناء مساعدة أهالى المعابدة بعد السيول
طيبتهم وعفويتهم، وحبهم للخير، صفات قادتهم للعمل التطوعى فى مناطقهم وأماكن مجاورة، لتقديم العون إلى غيرهم، وهى مشاعر لا إرادية نابعة من داخلهم، فمنهم من تطوع لإزالة الأذى عن الطريق مثل بناء «مطب صناعى»، أو بوضع لافتة تحذيرية أو إزالة القمامة من المكان، أو تعليق الزينة فى المناسبات لإدخال الفرحة فى النفوس، أو المساعدة بوسائل شتى بتكلفة بسيطة، لكنها ذات تأثير كبير.
لاحظ «زغلول شحاتة»، أحد سكان السيدة عائشة، وجود مطب فى الحى يتسبب فى الحوادث، ويتلف السيارات، ويسبب إزعاجاً للسكان بشكل عام، فقرر التطوع لحل المشكلة بأن جلس على المقهى وخاطب أهالى المنطقة واقترح حلولاً، حتى توصل إلى تعليق لافتة تحذر من وجوده.
فوجئ «زغلول» بتطوع الجميع، فقسموا العمل فيما بينهم، منهم من تطوع بالحديد، وآخر بالطباعة، وغيره بوضعها وتثبيتها فى مكانها، وكتبوا عليها: «احترس مطب صناعى على بعد 10 أمتار».
"زغلول" تعاون مع جيرانه لبناء مطب صناعى تقليلاً للحوادث فى منطقة "السيدة عائشة"
أسبوعان فقط مرا على تعليق اللافتة، ولاحظ السكان قلة الحوادث، يقول «زغلول»: «كان كل شوية بالليل والدنيا ضلمة عربية تعمل حادثة، وكان خطر على عيال المدارس واللى بيلعبوا عند المراجيح»، مشيراً إلى أنه يتطوع لخدمة أهل منطقته من دون تفكير: «اتعلمنا نساعد بعض.
بالمال والوقت والجهد، دون النظر إلى الوسيلة، هذه هى ثقافة التطوع لدى أهالى قرية المعابدة بأسيوط، يتطوعون فى شهر رمضان بمشاريع صغيرة، منها تأسيس مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وورش عمل للأطفال، وتنظيم مسابقات ودورات رمضانية، والتطوع فى «المعابدة» لا يقتصر على الشهر الكريم فقط، بحسب أيمن عطية، محامٍ، وأحد السكان، فيقول: «كلنا متطوعين فى القرية وخارجها، إما بالمال أو العلم أو الجهد، وبنساعد فى مجالات مختلفة، منها كفالة طالب ومساعدات للأسر وتجهيز عرايس وغيرها»، يؤكد «أيمن» أن العمل التطوعى يُشعره بسعادة لا نظير لها: «لما بنشوف نتيجة اللى عملناه بابتسامة على وجه شخص، بتبقى سعادة للجميع تعجز الكلمات عن وصفها». فى فصل الشتاء، ضربت السيول عزبة سعيد بالمعابدة، فتكاتف الأهالى لإعادة إعمار البيوت المتضررة: «ساعدنا الأسر، وتابعنا الأزمة من البداية للنهاية وجبنا بطاطين، وحاجات أساسية من أكل وشرب، ووقفنا كلنا مع بعض، وكنا أكتر من 30 متطوعاً».
أقام أهالى مشروعاً باسم «مجموعة الصدقة الجارية»، بحيث يدفع كل شخص 5 جنيهات شهرياً: «فى آخر الشهر بنعمل بيهم حاجة خير، زى مكتبة المعابدة اللى عملناها، ولما بنشوف نتيجة تعبنا بيكون فيه شعور كبير بالراحة والسعادة للجميع».
تطوع سعيد محمود، مكوجى فى منطقة الـ16 عمار، فى آخر شارع فيصل بالجيزة، لحل مشكلة القمامة فى منطقته، ووضع أكثر من لافتة تحذيرية للحد من الظاهرة التى ضايقت السكان، ونظف المكان بنفسه، يقول: «فوجئت أن كل السكان تطوعوا معايا. مصطفى بكرى، صاحب أحد المحال، شارك متطوعاً، فى عملية التنظيف: «كلنا بنعمل لمنطقتنا، لحد ما وصلنا إن محدش بقى يرمى زبالة قدام البيوت ولا فى الشارع.