«طلبة» عاش على خير «سمك الملاحات»: «اتجوزت 3 وخلفت 9.. دلوقتى عليه العوض»
طلبة
يرتدى زى الصيادين من طاقية وصديرى، يمسك بعصا خشبية يجدف بها. طلبة مغازى، 65 عاماً، يستقل يومياً مركبه الصغير ويبحر مسافات طويلة فى بحيرات المياه العذبة بمنطقة النوبارية، بطريق الملاحات، غرب الإسكندرية، باحثاً عن قوت يومه.
امتهن «مغازى» صيد الأسماك من المياه العذبة لأكثر من 17 عاماً، عندما انتقل مع أسرته من بلدته بمدينة سوهاج إلى الإسكندرية، ليسكن فى بيت قديم قريب من البحيرة، باحثاً عن وظيفة شاغرة توفر له حياة كريمة، إلا أنه لم يجد مفراً من ممارسة الصيد، وبقى على عهده من الاستيقاظ فى ساعات الصباح الأولى حتى غروب الشمس.
مهنة الصيد تختلف طبيعتها بين الشتاء والصيف حيث تتأثر بشدة الرياح وتقلباتها، وحركة المياه، وسقوط الأمطار، بحسب «مغازى»، الذى يفكر فى بناء عشة خاصة من الخوص والأخشاب وسط البحيرة، ليحتمى بها من الأمطار: «أغلب الصيادين من كبار السن يعيشون نفس الحال، لكن الشباب يعزفون عن العمل بمهنة الصيد ويعملون فى المصانع المجاورة من مصانع السكر والبراميل والبلاستيك للعمل بالعمالة والإنتاج».
الصيادون الكبار توارثوا المهنة عن أجدادهم، أما الآن فيحدث العكس: «لأن المهنة مبقتش تكسب ولا تأكّل عيش»، مشيراً إلى أنه تزوج 3 مرات ورُزق بـ9 أبناء: «زمان السمك كان فيه الخير كله، كنت تنزل تصطاد كمية مهولة وتعمل فلوس حلوة، دلوقتى عليه العوض ومنه العوض»، موضحاً أنه يحصل يومياً من عدد ساعات الصيد التى تصل إلى 10 ساعات على 50 جنيهاً، لافتاً إلى أن إنتاج الأسماك تأثر بمياه الصرف وردم بعض المناطق بمحيط البحيرة.