هدى نجيب محفوظ لـ"الوطن": والدى أهدانى "ميدالية نوبل".. وسأحتفظ بها
هدى نجيب محفوظ
قالت هدى نجيب محفوظ ابنة الأديب العالمى نجيب محفوظ إن افتتاح مشروع متحف نجيب محفوظ جاء فى توقيت مناسب خاصة بعد تزايد المنتفعين والمزيفين لتاريخ أديب نوبل، وفقاً لها.
ابنة الأديب الراحل: أوقفنا بيع بعض المقتنيات فى مزاد بالعاصمة البريطانية لندن.. والبعض حاول عزلنا لتحقيق مصالح شخصية
وأضافت فى حوارها لـ«الوطن» أنها تحتفظ بميدالية جائزة نوبل لأنها هدية شخصية من والدها، مضيفة أن مقتنيات نجيب محفوظ كانت عرضة للنهب بسبب الانفلات الأمنى بعد ثورة 25 يناير، كما أن هناك مقتنيات لدى الكاتب محمد سلماوى ولم يسلمها للمتحف رغم وعده بتسليمها.
كيف استقبلت خبر تحديد موعد الافتتاح؟
- لم أطلع على تجهيزات المتحف، لكن خبر تحديد موعد افتتاحه كان من أسعد ما سمعت، وأشكر الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة وكل من شارك فى إنجازه وكل من حاول طمأنتنا على المقتنيات بعد فترة ظلت فيها حبيسة المخازن، وكان المشروع قد توقف وحدث بطء فى التنفيذ، لكن الوزيرة الحالية أكملت المسيرة حتى الافتتاح وحرصت على التواصل معى وإطلاعى على ما يتم خطوة بخطوة وتكريمى عند الافتتاح، وهو ما أشكرهم عليه، خاصة أن مراحل تجهيز المتحف كان فى توقيت صعب على البلد كلها، وأنا سعيدة أن المتحف محل اهتمام من أهم القيادات الرسمية، وسيفتتحه رئيس الوزراء كما أن المتحف مقام فى تلك المنطقة التى عاش بها طفولة 7 سنوات فقط، ولكنها كانت ذات أثر فيه، فرغم رحيله عنها ظل الرمز موجوداً، خاصة أن ذلك جاء بعد وقت عصيب تعرضنا فيه كعائلة للظلم والشائعات ومحاولات تشويه غير حقيقية وغير مبررة من بعض الأشخاص ممن كانوا حول والدى ولهم مصالح فى الانتفاع منه، وكان هناك من يحاول عزلنا لتحقيق مصالح شخصية من وراء والدى.
كان هناك قلق على مقتنيات الأديب العالمى وخصوصاً بعد الانفلات الأمنى عقب الثورة؟
- قمنا بتقديم مقتنيات والدى لوزارة الثقافة قبل ثلاثة أشهر من قيام الثورة، وبعد الثورة تغيرت الوزارة وانتابنى خوف شديد من ضياع تلك المقتنيات وأتمنى ألا يكون هناك فقد فى أى من مقتنياته، والتى ضمت أكثر من 1000 كتاب وبعضها عليه إهداءات إليه من أدباء كتوفيق الحكيم، لكننى أتمنى أن يكون الأمر قد مرَّ بسلام وتم حفظها من الضياع، ولدى قائمة بكل المقتنيات التى سلمتها للوزارة.
متى بدأت فكرة إنشاء المتحف؟
- كنا على وشك تقديم المقتنيات لمكتبة الإسكندرية عقب تواصلنا مع الدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس المكتبة، وعندما نمى إلى علم توفيق صالح -وقد كان رئيساً للجنة وقتها- بادر بإيقاف ذلك، حيث كانت له رؤية بعمل متحف خاص يليق بـ«نجيب محفوظ».
تعرضنا لمحاولات تشويه من أشخاص "منتفعين" كانوا حول والدى.. ومحمد سلماوى لديه مقتنيات ووعد بتسليمها فى أكثر من مناسبة
هل توجد مقتنيات أخرى بحوزة أصدقاء وتلاميذ نجيب محفوظ؟
- والدى كان قد أهدى بعض مقتنياته لى ولشقيقتى وبعضها الآخر لأمى، لكن هناك بعض المقتنيات التى وصلت بغير وجه حق إلى الأقارب، وغيرهم حاولوا بيعها فى مزاد بإنجلترا وأوقفنا ذلك، والكاتب محمد سلماوى أعلن فى مقال له أنه عثر على العديد من المخطوطات، ولكنه لم يتقدم بتسليمها حتى الآن بالرغم من وعده بذلك فى أكثر من مناسبة، حيث أعلن «سلماوى» أنه عثر على جواز سفر والدى القديم و40 مخطوطاً بخط يده وأظن أنها كانت فى شقة العباسية فى مرحلة ما قبل زواج والدى، لذلك فإن العثور عليها غريب وقد يكون بدون وجه حق لأن والدى قد أهدى ما كان عنده لوالدتى بعدما وجدها مهتمة وتبحث فى سلال المهملات، وأكثر ما يثبت ذلك أن «أحلام فترة النقاهة» أهداها لوالدتى وأعلن البعض أنها موجودة عنده وطباعتها، ليس ذلك فقط بل إن الأمر وصل إلى أن أوراقاً كان يوقع عليها وقت أن كان يتولى جهاز الرقابة تم بيعها ولا نعرف متى وكيف خرجت مثل تلك المكاتبات الرسمية.
من مقتنيات المتحف ملابس نجيب محفوظ الشخصية وعلبة سجائر، ما أهم تلك المقتنيات؟
- كان والدى يدخن حتى آخر أيامه، ولكنه كان قد توقف عن ذلك داخل المنزل حرصاً منه على سلامة والدتى، كما كان يهوى البايب، واحتفظنا بكل ما يخصه عقب وفاته بما فى ذلك المقتنيات الشخصية المعروضة بالمتحف.
تم تخصيص قاعة لنوبل ولكنها بدون ميدالية؟
- لى مطلق الحرية أن أهدى بعض المقتنيات وأحتفظ ببعضها، وما قمنا بإهدائه للمتحف المقتنيات التى لم يوزعها علينا، وما أحتفظ به هى المقتنيات التى أهدانى إياها فى حياته، ومنها ميدالية نوبل، ولى مطلق الحرية فى أن أحتفظ بهدية غالية من والدى، ونحن سارعنا بإهداء العديد من مقتنياته فور أن طُلب منا.
من أبرز المقتنيات فى المتحف قلادة النيل التى كانت مثار جدل كبير بعد إعلانك أنها فضية وليست من الذهب.. كيف استقبلتِ الهجوم عليك بعد هذا الإعلان؟
- فوجئت بهذا الهجوم والسبب فيما حدث ليس خطئى ولكن الخطأ أنهم لم يعلنوا وقتها أن مواصفات القلادة تغيرت بعد عهد جمال عبدالناصر نظراً للظروف الاقتصادية السيئة التى كانت تعانى منها البلاد، وكنا نظن أنها مثل الميدالية التى حصل عليها توفيق الحكيم من جمال عبدالناصر، وهنا حدثت البلبلة ولا أعرف لماذا صمتوا كل تلك السنوات، وتلك ليست الحالة الوحيدة فهناك غيرنا لا يزال يظن أنها ذهب.