«الوطن» تنشر تقرير تقصى حقائق وزارة الصحة عن تلوث مياه صنصفط
حصلت «الوطن» على نسخة من تقرير وزارة الصحة بشأن أزمة مياه الشرب الملوثة بقرية صنفصط التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، الذى يكشف عن أسباب إصابة أكثر من 4500 من أهالى القرية بنزلات معوية، نتيجة تلوث مياه الشرب بمختلف مصادرها، داخل القرية ببكتيريا «آلاى كولاى» و«السلمونيلا» و«البروتوزا الحية».
ويلفت التقرير، الذى يقع فى 20 صفحة، إلى أن نتائج تحاليل عينات القىء والبراز الخاصة بمصابى القرية طابقت نتائج تحليل مياه الشرب التى احتوت على نفس الميكروبات؛ حيث أثبتت النتائج، وفق التقرير، اختفاء الكلور من مياه الشرب الخاصة بمحطة المياه الرئيسية ووصولها إلى نسبة صفر %، وهو ما أدى إلى نمو الميكروبات سابقة الذكر بالمياه وتسببها فى إصابة المواطنين، وذلك نتيجة وجود عطب بمنظومة ضخ الكلور بالمياه بمحطة المياه.[Quote_1]
وتطرق التقرير إلى أن تفشى الميكروبات داخل شبكة المياه الحكومية والخاصة بالقرية بدأ يوم 18 أغسطس الجارى وبشكل تدريجى؛ حيث بلغ عدد المصابين والمترددين على الوحدات الصحية ومستشفى حميات منوف فى 19 أغسطس 120 حالة، جرى احتجاز 50 حالة منهم بالمستشفى، بينما بلغ عدد المترددين فى 20 أغسطس 700 حالة، جرى احتجاز 60 منهم بالمستشفى إلى أن بلغ الميكروب ذروته يوم 20 أغسطس؛ حيث تردد على الوحدات الصحية ومستشفى حميات منوف 2000 حالة، احتجز منهم 71، بينما قل العدد بشكل تدريجى إلى 1253 حالة فى يوم 22 أغسطس مع احتجاز 51 حالة منهم إلى أن بدأ الميكروب فى الانحسار يوم 23 أغسطس، وتردد على الوحدات الصحية 178 حالة احتجز 5 منهم فقط بالمستشفيات، بينما تناقص العدد ليصل إلى 159 حالة فى يوم 24 أغسطس احتجز منهم 22 حالة ليصل إلى أدنى مستوياته يوم 25 أغسطس بواقع 23 حالة احتجز منهم 5 حالات فقط، ليصل إجمالى عدد الحالات المحتجزة إلى 176 حالة من إجمالى 4500 حالة تقريبا بلغ عدد المحتجزين منهم حتى اليوم 38 حالة، من المتوقع خروجهم خلال يومين بعد القضاء على مصادر العدوى.
ولفت التقرير إلى أن الدراسة الوبائية للقرية أكدت وجود مصدر مشترك للإصابة بهذه الأعراض عن طريق الشرب، وتمثلت أعراض الإصابة، حسبما ورد بالتقرير، فى آلام بالبطن وإسهال وقىء وارتفاع فى درجات الحرارة، وتراوحت بين بسيطة ومتوسطة، واستغرقت فترة علاج المريض بالأدوية والمضادات الحيوية والمحاليل بين يومين و5 أيام يُشفى بعدها المريض تماما دون حدوث أى مضاعفات.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الإصابات بالنزلات المعوية بالقرية بلغت 4 أضعاف مثيلاتها بأقرب القرى المحيطة، موضحا أن فرق صحة البيئة التابعة لقطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة رصدت اختفاء الكلور من المياه، عند إجرائه فحص عينات شبكة مياه الشرب بالقرية، بشكل دورى، ولفت التقرير إلى إرسال الوزارة بشكل دورى تحذيرات للسلطات التنفيذية بالمحافظات، لعدم مطابقة مياه الشرب للمواصفات، خاصة مع أخذ عينات بشكل دورى من شبكات المياه كل أول شهر، عبر فريق صحة البيئة الموجود بكل مديرية صحية، إلى شركة المياه وسكرتير عام المحافظة، ونوه التقرير بإعداد الوزارة ملفا لأكثر من 5 آلاف قرية بمختلف المناطق بشكل منفصل لكل قرية على حدة، وأوصى التقرير بضرورة دعم القطاع الوقائى بوزارة الصحة، خاصة أنه لولا إرسال قطاع الطب الوقائى فرقا دورية إلى جميع المحافظات وتحليل عينات المياه، بشكل دائم بالقرى بمختلف مناطق البلاد كانت ستواجه مصر كارثة صحية حقيقة تتعدى حدود الوباء.