أنتم على علم بانتشار مرض السكر من الدرجة الثانية فى مصر بسبب زيادة الوزن وعدم ممارسة الرياضة وأسباب وراثية، والسكر من الدرجة الثانية كما تعلمون جميعاً مرض مزمن وله تداعيات صحية خطيرة إذا أهمل وترك علاجه وأخطر هذه المضاعفات فى نظرى هى مضاعفات شبكية العين وفقدان النظر والفشل الكلوى والتهاب الأعصاب الطرفية والقدم السكرى، وأخيراً وليس آخراً مرض ضيق شرايين المخ والقلب خصوصاً فى الرجال عندما يتم ذلك مع التدخين. وأنا الآن لم أقابل مريض سكر يدخن بدون أن يصاب بضيق شرايين القلب والمخ فى سن مبكرة.
فى الماضى كان علاج السكر من الدرجة الثانية بجانب نظام الأكل والرياضة أقراصاً لعلاج السكر منذ سنوات طويلة وأسعار منخفضة ويتم وفقاً للإمكانيات المادية لمعظم المرضى ولكن أخيراً وفدت علينا أدوية جديدة يُدَّعى أنها أفضل فى العلاج ويحتكر كتابتها أساتذة السكر والأمراض الباطنية.
أنا وقريبتى مريضان بالسكر ونتناول إلى عهد قريب الأدوية التقليدية وبنتائج معقولة ونركز فى العلاج على نظام غذائى يحافظ على الوزن أو يقلله مع ممارسة بعض الأنشطة الرياضية ولكن أخيراً بدأ أستاذ السكر الذى يشرف على علاج قريبتى كتابة دواء جديد سعر العلبة منه يتراوح ما بين 305 إلى 340 جنيهاً، بها 28 قرصاً، ويحتاج المريض إلى قرصين فى اليوم، أى علبتين فى الشهر، أى نحو 700 جنيه شهرياً. وكنت دائماً أسأل مرضاى «هل فى إمكانك الصرف على دواء واحد ضمن طابور من الأدوية الأخرى لعلاج باقى المضاعفات مبلغ 700 جنيه شهرياً مدى الحياة؟».
وكانت النتيجة دائماً سلبية فى معظم الأحيان. أحد المواطنين ذكر لى أن معاشة 1200 جنيه وليس له تأمين صحى وعندما يصرف 700 جنيه لدواء واحد يبقى له القليل من معاشه للصرف على احتياجاته الأساسية من الغذاء والكساء ولذلك فهو لا يواظب على العلاج.
حضرات الزملاء الأعزاء..
أرجو أن يكون فى علاجنا لمرضانا الأخذ فى الاعتبار العامل الاقتصادى وإمكانية المريض الحصول على الدواء الغالى. وأرجو أن تصدر جمعية السكر المصرية، وبها أساطين الطب فى مصر، لائحة بالمؤشرات الضرورية للعلاج المقبول التكلفة خصوصاً أننا مقبلون على التأمين الصحى الشامل ولا نريد أن تزيد تكلفة العلاج بالأدوية بشكل باهظ يؤدى إلى إفلاس أو إفشال النظام وليس فى صالح الوطن وأنا ليس لدىّ شك فى أن جميعكم تحرصون على صالح مرضاكم وإرضاء ربكم وتريدون ويهمكم أن ينجح نظام التأمين الصحى الجديد الذى ستتحمل الدولة تكلفته بالكامل فى نفقات العلاج والتحليل والأدوية وعلاج الحالات العاجلة والجراحات لغير القادرين وإذا تم ذلك وأدينا واجبنا المهنى والوطنى والإنسانى أن نشارك ونساهم فى نجاح هذا المشروع الكبير والذى أشبه بالسد العالى لمهنة الطب وسيكون الأطباء هم أعمدة نجاح المشروع وإيمان المرضى بجدواه وحرص الجميع على نجاحه مع خالص شكرنا وتقديرنا للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يتابع هذا المشروع بكل الحرص والتأييد.
وفقنا الله جميعا لخير الوطن والمواطنين.