"عامر".. من عامل إلى صاحب مصنع للسيارات الكهربائية والشمسية فى المنيا
عامر سيد صاحب مصنع السيارات
استطاع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على مدار السنوات القليلة الماضية، تحقيق إنجازات ملحوظة على مستوى دعم الشباب، ومشروعاتهم، وتحويل الأفكار البسيطة والمميزة إلى مشروعات حقيقية على أرض الواقع، عبر تقديم الدعم المالى اللازم بفائدة مبسّطة.
ولا تقتصر خدمات الجهاز على إتاحة الدعم المالى فحسب، إذ تتعدى تلك الخدمات، لتشمل الدعم الفنى الممثل فى تقديم الاستشارات المتعلقة بدراسات الجدوى وطرق تسويق وعرض المنتجات، وهو ما أسهم فى توسيع قاعدة الشباب المستفيد من الجهاز، وأسهم أيضاً فى تعزيز الثقة بقدرات الجهاز الذى ينفذ استراتيجية واضحة لدعم المشروعات الشبابية خلال الفترة المقبلة.
الشاب: صنعت سيارة تسير 100 كيلومتر بتكلفة 5 جنيهات وأواجه صعوبات فى الترخيص وتطوير المشروع
قبل 10 سنوات، وبعد حصوله على دبلوم فنى، اتجه الشاب الثلاثينى للعمل فى تصنيع الدوائر الكهربائية حتى ذاع صيته فى هذا المجال، وحينها راودته فكرة تصنيع سيارات تعمل بالكهرباء والطاقة الشمسية، وكان وقتها حلماً صعب المنال بالنسبة لشاب إمكانياته محدودة ومتواضعة، غير أنه رفع شعار «مَن جد وجد» فبالإصرار والكفاح والإرادة والمثابرة تمكن من اقتراض مبلغ مالى محدود، لينجح فى تحقيق حلمه حتى صار صاحب أشهر مصنع لتلك السيارات فى داخل ورشتين متواضعتين بمجمع الصناعات الصغيرة بالمنطقة الصناعية بمدينة المنيا الجديدة بأقل تكلفة، إذ إن سيارته الكهربائية تسير نحو 100 كيلومتر بشحنة كهربائية واحدة لا تتخطى تكلفتها 5 جنيهات.
عامر سيد محمد، 45 عاماً، من أبناء محافظة المنيا، سخَّر خبرته الطويلة فى الميكانيكا والدوائر الكهربائية لتصنيع سيارة صغيرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية والكهرباء، صنع هيكلاً خارجياً دوَّن عليه عبارة «صُنع فى مصر»، وظل يطوِّر خبرته البسيطة فى مجال الطاقة إلى أن أصبح أحد أكبر المصنِّعين والموردين لتلك السيارات.
«عامر» قال لـ«الوطن»: «بعد حصولى على دبلوم فى الميكانيكا والطاقة، بدأت عملى فى تصنيع الدوائر الكهربائية منذ نحو 10 سنوات، ثم اتجهت لتصنيع وتركيب الألواح الخاصة بالطاقة الشمسية، وذات مرة فكرت فى تصنيع سيارة بالجهود الذاتية المتواضعة داخل ورشتى بمجمع الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر بالمنطقة الصناعية، وبالفعل بدأت فى تصميمها، وتجميع جميع أجزائها وتشغيلها بالطاقة الشمسية والكهرباء».
وأضاف أن الفكرة رائعة وبسيطة وموفرة للطاقة ومصاريف التشغيل بشكل لا يقارن، فالسيارة يمكنها السير لمسافات طويلة، لكننى فشلت فى ترخيصها بسبب الروتين، لذلك بدأت أطور الفكرة وعندما سمعت عن مبادرة الرئيس بالحصول على قروض بفائدة 5% فقط، تقدمت للحصول على قرض، وبدأت تصنيع أشكال أخرى من تلك السيارات، وهى أيضاً صديقة للبيئة لتعمل فى القرى السياحية مثل سيارات الجولف والتنقل داخل تلك المناطق السياحية، وبالفعل صنعت تلك السيارات بجودة عالية، وبدأت أوردها للعديد من الفنادق بمدينتى شرم الشيخ والغردقة، ثم تعاقدت مع جمعيات أهلية بالمنيا لتصنيع 100 سيارة تستغل كمشروعات الشباب للقضاء على البطالة، وبالفعل بدأت فى تصنيع عدد منها ومنحها للشباب والجمعيات بالتقسيط، إذ يتم استخدامها كمطاعم متنقلة، أو مكتبات، وسنترالات أو لأغراض الخدمات العلمية، ما يُسهم فى تشغيل أعداد كبيرة من الشباب بتلك السيارات المتنقلة، وسبق لى توريد «طفطف» لجامعة المنيا يعمل بنفس الطاقة.
وأشار «عامر» إلى أنه يقوم بتصميم وتشغيل تلك السيارات داخل ورشتين مؤجَّرتين فى مجمع الصناعات الصغيرة بالمنطقة الصناعية بالمنيا الجديدة، ولنجاحه فى هذا المجال تقدم بطلب للجهات المعنية ومنها هيئة التنمية الصناعية للحصول على قطعة أرض مساحتها 2400 متر منذ عامين، لتطوير وتوسعة مشروعه، وسبق أن حصل على تأشيرة عبارة عن توقيع تزكية من المحافظ السابق اللواء عصام البديوى لحصوله على قطعة الأرض التى يرغب فيها بالمنطقة الصناعية، وحتى الآن لم تتم الموافقة على تخصيص قطعة الأرض له من قِبل هيئة التنمية الصناعية، رغم أن هناك آخرين حصلوا على مساحات كبيرة دون الاستفادة منها بإقامة أى مشروعات حتى الآن، مبدياً استعداده لإقامة منشآت على الأرض حال الموافقة على منحه إياها، فى غضون أسابيع لإثبات الجدية والعمل بشكل سريع.
أتمنى المشاركة فى مشروع استبدال "التوك توك"
وتمنى «عامر» بالمشاركة فى مبادرة الحكومة بتحويل واستبدال «التوك توك» إلى سيارات آمنة، بحيث يسخر خبرته فى تصنيع سيارات صغيرة كوسيلة مواصلات حضارية تعمل بالكهرباء أو الطاقة الشمسية بالمواصفات التى تحددها وزارة الصناعة أو إدارات المرور، خاصة أنه حاصل على ترخيص تصنيع سيارات.