موقع إخباري سويسري: اختفاء الإخوان أحد أبرز ملامح المشهد السياسي في الشارع المصري
ذكر موقع "سويس إنفو" الإخباري السويسري أن أحد أبرز ملامح المشهد السياسي في الشارع المصري تتمثل الآن في الاختفاء الواضح ليس فقط للإخوان وتظاهراتهم في شوارع القاهرة وإنما لما يبدو تبخرا لأي ذكرملموس لهذه الجماعة التي كانت تشغل الدنيا والناس ومتربعة على عرش مصر وبرلمانها والكثير من مؤسساتها.
جاء ذلك في مقال نشره الموقع السويسري، اليوم، لكاتبه سعد محيو، بعد زيارة قام بها إلى القاهرة مؤخرا ودون الكاتب ملاحظاته وتحليلاته لما يجرى على الساحة السياسية في مصر وكذا رؤيته لما ينتظره الشعب المصري من رئيسه القادم وحالة الترقب والانتظار التي تسود الشارع في هذة المرحلة.
وقال الكاتب إنك حين تسأل سائق التاكسي عن الإخوان فهو يقول وببساطة إن الأهم الآن هو الأمن والاستقرار. بل إنه حين طلب الكاتب من بعض السياسيين والحزبيين الذين التقاهم عن تفسيير لهذا التغييب فقد وجدوا أنفسهم متفاجئين هم أيضا بعدم ورود الإخوان إلى أذهانهم وذلك على الرغم من أن خطر تفكك الجماعة وتحول بعض أجنحتها إلى العنف وارد بقوة حسب الكاتب.
ويحاول الكاتب أن يفسر هذا الغياب للاخوان مرجحا أن يكون الامر راجعا الى أن مصر والمصريين مشغولون هذه الأيام بالانتظار فهم ينتظرون أن يعلن المشير السيسي ترشحه رسميا وغيره من المرشحين، حيث ينتظر المصريون معرفة من سيمتطى ظهر نمر السلطة المصرية ويحقق لهم بضربة واحدة الأمن والاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية وذلك بعد أن نالهم التعب من الانتفاضات واحبطتهم تجربة الانتقال إلى الديمقراطية. ويسترسل الكاتب أن انتظار المصريين يحمل في طياته توقعات عظام فإن الأحاديث تسرى عن تردد كبير وغير مصطنع كان ينتاب حتى اللحظة الأخيرة المؤسسة العسكرية حول ترشيح المشير السيسي لمنصب الرئاسة.
الكاتب يرى أن الأسباب وراء ذلك تعود بالأساس إلى الأزمات الاقتصادية الاجتماعية في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان وجهاز الدولة القديمة الذي يفترض به أن يقود أى تنمية انتاجية ذات معنى وهو الجهاز الذي تحول إلى قطاعات متنافسة العديد منها مرتبط باقطاب الرأسمالية الذين برزوا وترعرعوا فى العقود الاربعة الماضية اضافة الى ارتباط هذة القطاعات بأجهزة الأمن في الدولة القديمة ويرى الكاتب أن المؤسسة العسكرية التي تدرك هذة المعطيات تخشى من صعوبة عملية التنمية في المرحلة القادمة فيتحمل الجيش ساعتها كل المسؤولية. ويشير الكاتب إلى أن مصدرا مقربا من المشير السيسي أوضح ان المشير السيسى يجد نفسه بين قوتي جذب ضاريتين فهو يتعرض إلى ضغوط قوية من الطبقات الشعبية والوسطى لاحداث نقلة نوعية فى النظام المصري اقتصاديا وسياسيا وفى ذات الوقت إلى ضغوط قوية من رجال الأعمال وبيروقراطية الدولة لإعادة انتاج نظام مبارك وأن بحلة شعبية جديدة ويشير الكاتب إلى أن كلا الخيارين مر لانهما يتضمنان بالضرورة خوض معارك طاحنة قبل أن يتمكن أي نظام جديد من شق طريق جديد لمصر جديدة.
ويخلص الكاتب إلى أن المشير السيسي، والذى سيعتلى كرسى الحكم في مصر كما تؤكد كل الاستطلاعات يتمتع بمزايا عديدة، فهو يأتى وهو يمتطي جواد الوطنية المصرية الذى انفجر كالبركان شعبيا خلال العام الماضي بفعل عوامل معقدة للغاية تمحورت أساسا حول الدفاع عن الدولة وهو رصيد دسم للغاية يملكه المشير السيسي فإن المشير إضافة إلى ذلك سيكون بوسعه استخدام الحرب على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار كوسيلة فعالة أخرى لتعزيز شعبيته ويؤكد الكاتب أن المشير السيسي قادر أن ينطلق من موقع الرئاسة وهو يمتلك أوراقا قوية خاصة أن تمكن من إخراج الاقتصاد المصري من عنق زجاجة الراسمالية والاستهلاكية الخدماتية خلال فترة قصيرة.