سياسيون: خطاب الرئيس أظهر موقف مصر الرافض لأى تفريط فى حقوقها
الرئيس السيسى خلال كلمته فى الأمم المتحدة
أشاد حزبيون بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ74، أمس، باعتبارها حملت رسائل خاصة بعدد من القضايا التى تستحوذ على اهتمام العالم، فضلاً عن إعلانه بوضوح لموقف مصر من تلك القضايا، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع السورية، فيما استنكروا حديث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، منتقدين تطرقه لتناول الشأن الداخلى المصرى.
"عبدالعال": حمل رسائل محددة ولم يكن مجرد حديث إنشائى
من جانبه، قال النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إن كلمة الرئيس بما تناولته من موضوعات، تليق بمصر ورئيسها، مشيراً إلى أن أهم ما تضمنته الكلمة هو طرح مجموعة من القضايا الإقليمية والعربية بصيغ واضحة ومحددة، معلناً موقف مصر بشأنها، مضيفاً: «ليس كلاماً عاماً وإنشائياً، حديثه كان واضحاً فيما يخص سوريا واليمن وإثيوبيا وسد النهضة، وواضحاً ومباشراً بشأن أمن الخليج، والخطر الدولى للجماعة الإرهابية».
وأردف لـ«الوطن»: «الحديث أظهر بوضوح وبشكل مباشر، أنه لا يتحدث كرئيس لمصر فقط، وإنما رئيس للاتحاد الأفريقى، وبدا ذلك واضحاً فى حديثه عن الشأن الأفريقى، والتنمية فى أفريقيا، وقد أصاب كل الأهداف بشكل واضح».
وعن «أردوغان»، تابع «عبدالعال»: «كان يتحدث وكأنه عضو فى خلية إرهابية، وليس رئيساً لدولة فى محفل دولى، وبالتالى بدا وكأنه ينفذ تكليف الأمير، ليس أكثر».
"ناصر": وجّه رسالة بأن العالم العربى يمد يده للسلام
من جهته، وصف النائب عاطف ناصر، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، كلمة الرئيس بأنها «مميزة وقوية»، وأعطت رسالة بأن العالم العربى يمد يده للسلام، ومن دعاة السلام، إضافة إلى رسالة خاصة بسد النهضة فى إثيوبيا، وتعثر المفاوضات، ومطالبته للمجتمع الدولى بالتدخل فى القضية للوصول إلى حلول، فضلاً عن تأكيده على عدم التنازل على أى من حقوق مصر.
وانتقد «ناصر» حديث «أردوغان» عن ملابسات وفاة محمد مرسى، وتدخله فى الشأن المصرى، مشيراً إلى إصابة الرئيس التركى بـ«جنون العظمة»، وحلمه بعودة الخلافة العثمانية، مؤكداً انتماء «أردوغان» إلى فصيل الإخوان، وأنه ما زالت تراوده أمنيات عودتهم للحكم فى مصر، مضيفاً: «كان عليه قبل الحديث عن الشأن الداخلى المصرى، أن يلتفت إلى اقتصاده المنهار، وانقساماته الداخلية، والمعتقلين من القضاة والضباط المحبوسين فى السجون، ويُفترض أن يهتم بمعالجة شئونه الداخلية أولاً قبل التدخل فى شئون غيره، فتدخله سافر، والشعب المصرى لن يسمح به».
واعتبر الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الحديث عن إثيوبيا كان أبرز ما جاء فى كلمة «السيسى» أمام الجمعية العامة، والتوضيح بأن مصر تعاونت دون تعاون الأطراف الأخرى، فأظهر للعالم وجود مشكلة، وعدم وجود تعاون من الجانب الإثيوبى فى هذا الصدد، لذا دعا إلى تدخل المجتمع الدولى بالضغط عبر جماعات التمويل، والإعلام، والرأى العالمى.
وأضاف «صادق»: «أهم ما لوحظ كذلك كلمة (أردوغان) وتدخله فى الشأن الداخلى، فأراد بهذا الحديث تصوير نفسه زعيماً للإسلام السياسى، رغم أن تركيا دولة علمانية، وهو لا يجرؤ على تطبيق الشريعة فى تركيا، والإسلام السياسى بالنسبة له أداة من أدوات الطابور الخامس، وحصان طروادة الذى يسعى لاستخدامه فى تأجيج الأوضاع فى البلاد الأخرى، والتدخل فى شئون دول مثل مصر، مثلما يستضيف قنوات الإخوان حالياً، حيث يستغل أى فرصة، ليس فقط لإحراج النظام وتوجيه الحديث للشعب المصرى، وإنما يريد أن يقول للإسلاميين إنه رجلهم وزعيمهم».
وأكد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن الرئيس أشار إلى أهمية الالتزام بإعمال نظام دولى فاعل وعادل، واحترام مبدأ الملكية الوطنية، علاوة على حديثه حول أفريقيا من منطلق كونه رئيساً للاتحاد الأفريقى، داعياً إلى تطوير الموارد البشرية الأفريقية، وتوفير التمويل والدعم السياسى لتحقيق أجندة الاتحاد الأفريقى التنموية 2063، فضلاً عن حديثه عن قضايا وهموم الدول العربية باعتباره قائداً عربياً وأفريقياً.
وانتقد «خليل» حديث «أردوغان» الذى تطرق فيه لمصر، لافتاً إلى أن الرئيس التركى لا تزال تراوده أحلام الخلافة، مضيفاً: «أردوغان وضع تركيا خلف القضبان، ولم يعد خفياً أنه فتح المجال أمام التلاعب فى منظومة الحقوق والحريات، وشهدت تركيا فى عهده مجزرة حقيقية لمنظومة حقوق الإنسان، يدفع المواطن هناك ثمنها».