بعثات خارجية تقود "نهضة المحليات"
بعثات خارجية تقود "نهضة المحليات"
فى محاولة جادة لتطوير العنصر البشرى للارتقاء بالمحليات ومواجهة البيروقراطية والفساد، بدأت وزارة التنمية المحلية فى إيفاد بعثات من أبناء الوزارة والإدارات المحلية للخارج، للتعرف على تجارب الدول الأوروبية والآسيوية فى العديد من الملفات مثل تدوير المخلفات والمشروعات الصغيرة وتشغيل الشباب والتطور التكنولوجى فى مجال المحليات وتقديم الخدمة للمواطن بشكل سريع ومتطور، بالإضافة إلى إتاحة دورات تدريبية متنوعة فى مجالات الاستثمار وإدارة المناطق الصناعية بالمحافظات، وإزالة أى عقبات تواجه عملية التطوير.
محاولة جادة للارتقاء بالوحدات المحلية ومواجهة البيروقراطية
الهند والصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة والكويت، كانت على رأس الدول التى استقبلت كوادر التنمية المحلية، لتأهيلهم على النظم الحديثة للإدارة المحلية من خلال دورات تأهيلية وبرامج تفاعلية مبتكرة، وذلك فى إطار حرص القيادة السياسية والحكومة، على تحسين بيئة العمل لكل العاملين بالدولة بما فيها الإدارة المحلية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين فى كل المحافظات.
الحاصلون على دورات تدريبية بالخارج: اكتسبنا خبرات دولية وسننقلها إلى مجالات عملنا
تعهدت وزارة التنمية المحلية بالارتقاء بالكوادر البشرية لرفع الكفاءة والاستفادة من تجارب الدول الخارجية فى كل ما يتعلق بالمحليات، وذلك بإرسال بعثات ووفود من أبناء الوزارة والمحافظات لدول مثل الهند والصين وسنغافورة والكويت، وذلك فى خطوة لمواجهة التحديات ومحاربة كل ظواهر الفساد والأخذ بالتجارب الناجحة.
"فاضل": نقل خبرات التقدم التكنولوجى فى الهند
استطلعت «الوطن» آراء عدد من العاملين بوزارة التنمية المحلية والمحافظات ممن استفادوا من الدورات والمنح التدريبية التى توفرها الوزارة لأبناء المحليات فى الخارج، يقول عمرو فاضل، مهندس دعم فنى بالوزارة وأحد المشاركين بالدورة التدريبية عن تكنولوجيا المعلومات بدولة الهند، إن الدورة كانت بمعهد (utl technologies ltd) بمدينة بنجلور، وهدفت إلى التعرف على أحدث الخبرات الدولية فى ظل التقدم التكنولوجى لدولة الهند فى هذا القطاع المهم والحيوى، لافتاً إلى أنه تم التعرف على مجالات صيانة أجهزة الحاسب الآلى والتدريب على أعمال الشبكات وأحدث إصدار لـwindwos server 2016، ويشير «عمرو» إلى أن الدورة شارك فيها ممثلون من وزارات التنمية المحلية لنحو 35 دولة بالعالم، ما أتاح فرصة لتبادل الخبرات، مشيداً بالمحتوى التدريبى الذى حصل عليه فى هذا المجال، قائلاً: بالفعل الدورة كانت مفيدة للغاية وساهمت فى الإلمام الكبير بكيفية صيانة الحاسب الآلى والتعرف على أعمال الشبكات وكيفية تركيبها وتشغيلها والتدريب على كيفية التعامل مع أحدث الإصدارات.
"الكومى": تحويل الأفكار لحلول رقمية
ويؤكد محمد الكومى، مهندس دعم فنى بالوزارة، وأحد المشاركين بدورة تكنولوجيا المعلومات بالهند، أن الدورة حققت تقدماً هائلاً فى مجال السوفت ويير، مضيفاً أن الدورة ساعدته على الارتقاء فى مجال العمل ورفع الوعى بما تم التوصل إليه فى تكنولوجيا المعلومات وكيفية تحويل الأفكار إلى حلول تكنولوجية ومشروعات حقيقية، لافتاً إلى أنه يسعى إلى إتاحة الفرصة لنقل الخبرات المكتسبة من الدورة من خلال تدريسها فى مركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة.
"منى": اطلعنا على تجارب الصين الناجحة
منى وحيد إسماعيل، إحدى المشاركات فى الدورة التدريبية عن «إدارة الاستثمارات فى مصر 2019» بجامعة شاندونج للتجارة الخارجية التابعة لوزارة التجارة بدولة الصين، تؤكد أن الدورة التدريبية مكنتها من الاطلاع على التجربة الصينية الناجحة فى مجال الاستثمارات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، لافتة إلى أنه تم خلال الدورة التدريبية التى استمرت نحو 20 يوماً عرض هذه المحاضرات وورش العمل من خلال الخبراء والاستشاريين وأساتذة الجامعات الصينية لتبادل الخبرات على أرض الواقع.
وتوضح رانيا عبدالتواب، إحدى المشاركات فى دورة الصين التدريبية، أنه تم خلال الدورة الاطلاع على نقاط مضيئة للتعاون المصرى الصينى من خلال بعض الشركات التى تشارك فى عدد من المشروعات الاقتصادية والاستثمارية فى مصر، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مضيفة أنه تم التعرف على آلية التعامل مع الاستثمارات الأجنبية بالشكل الذى يدر عائداً للمستثمرين ودولة الصين، ما أدى إلى رفع الوعى بكيفية الاستفادة من هذه الآليات فى جذب الاستثمار لمصر وتحسين مناخ الاستثمار لتشجيع الاستثمارات الخارجية.
وفى ملف الاستثمارات، توافق ماجد جودة، بإدارة التعاون الدولى بالوزارة وأحد المشاركين بالدورة التدريبية بالصين، مع الرأى السابق، مؤكداً أنه تم خلال الدورة عرض الفرص الاستثمارية فى المحافظات المصرية على الجانب الصينى للمساهمة فى تشجيع المستثمرين الصينيين للوجود بقوة فى مصر، مضيفاً أنه تم إطلاع المشاركين على جهود الدولة فى إزالة العوائق أمام المستثمرين وتوفير مناخ جاذب لهم يشجعهم على العمل بسهولة ويسر وما تم التوصل إليه الآن من تبسيط الإجراءات عليهم، لافتاً إلى أن الجانب الصينى المشارك فى الدورات أبدى إعجابه بما وصلت إليه مصر من تقدم فى مجال الاستثمار والفرص الاستثمارية الجيدة الموجودة فى المحافظات.
"إمام": التدريب على الخطط الاستثمارية بالمحافظات
أحمد إمام، بإدارة التخطيط بالوزارة، وأحد المشاركين بدورة الصين، يقول إنه استفاد من الدورة من خلال دراسة آليات التنفيذ للخطط الاستراتيجية المخططة والموضوعة بالصين من عام 1978 وتنفيذها على مراحل حتى وصلت الصين إلى ما آلت إليه من تقدم ومدى التزام الحكومات المتعاقبة بتنفيذ تلك الخطة، لافتاً إلى أنه استفاد كثيراً من الدورة فى مجال عمله بالوزارة، الذى يختص بالتخطيط للخطط الاستثمارية بالمحافظات، وأنه أصبح لديه وعى وطموح كبير فى تحقيق تقدم خلال الفترة المقبلة فى مجال عمله.
وتقول الدكتورة نسمة سيف، مدير إدارة الابتكار بالمنوفية، إحدى المشاركات فى دورة الصين، إنه تم الاطلاع على التجربة الصينية فى مجال الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، والتعرف على النقاط المضيئة بشأن التعاون المصرى الصينى على أرض مصر فى عدد من المشروعات، مؤكدة أنه تم عرض عدد من المقترحات، منها دراسة إمكانية مشاركة مستثمرين أجانب ومنهم الصينيون فى مشروعات للنهوض بالصناعة وارتباطها بنظام Bot، والتوسع فى اتفاقيات التوأمة بين المدن المصرية والصينية، ومحاكاة التجربة الصينية فى مجال مشاركة الخدمات، مثل الدراجات كوسيلة للمواصلات وإمكانية إنشاء شركة مساهمة مصرية يكتتب فيها المصريون لإنشاء بعض المشروعات القومية الهادفة للربح.
الوزارة أيضاً أتاحت عدداً من الدورات التدريبية فى الدول العربية، منها دورات بالمعهد العربى للتخطيط فى دولة الكويت، كما تشير بسمة عبداللطيف، بإدارة المتابعة بالوزارة، وتقول إنها حصلت على دورة تدريبية فى «سياسات وبرامج التشغيل وتخفيف الفقر» وشارك فيها متدربون من 14 دولة عربية، لافتة إلى أن الدورة كانت تهدف لمناقشة وتحليل السياسات والبرامج الهادفة للحد من الفقر، إضافة إلى تزويد المشاركين بالمعارف والمهارات المتعلقة بأساليب ومؤشرات قياس الفقر وعدالة توزيع الدخل وأهم برامج وسياسات مكافحته ومحاور التخفيف من حدته.
تؤكد «بسمة» أن الدورة ساهمت فى الوصول إلى فهم واضح وفعال لسياسات وبرامج التشغيل بالدول العربية ومقومات نجاحها، وذلك من خلال تشخيص واقعى لتحديات سوق العمل، إلى جانب كيفية خلق فرص عمل وسبل إعداد الخطط والبرامج الهادفة إلى بناء وتدعيم المهارات والقدرات ومسئوليات كافة شركاء التنمية.
"فؤاد": تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة
ويلفت شريف فؤاد، أخصائى تكنولوجيا معلومات بالوزارة وأحد المشاركين بدورة الكويت، إلى أن الدورة تضمنت محتوى أكاديمياً ثرياً وخلفية قوية عن التنمية وفهماً أوضح لخصوصية المجتمعات، مشيراً إلى أن الجلسات النقاشية أتاحت فرصة خصبة لتبادل الخبرات والتجارب مع الدول المشاركة، وأنه تم خلال الدورة تقديم عرض توضيحى لرؤية مصر 2030 بوصفها استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة، وتم التطرق إلى برامج سكن كريم وتكافل وكرامة وتنمية صعيد مصر والقرى الأكثر فقراً، باعتبارها جميعاً سياسات وبرامج تستهدف تخفيف الفقر وتساهم فى توفير فرص عمل.
"بوسى": دراسة آليات تمويل المشروعات وتطبيق المشاركة المجتمعية
وتؤكد بوسى إبراهيم، وكيل الإدارات المحلية بديوان عام محافظة الجيزة، حاصلة على دورة قادة المستقبل بمركز سقارة، وشاركت بدورة الكويت، أن الدورة ركزت على تحديات اللامركزية ودورها فى التنمية المحلية، واستعراض تجارب عدد من الدول العربية والأوروبية فى مجال الارتقاء بعمل المحليات وآليات التمويل للمشروعات وتطبيق المشاركة المجتمعية فى كافة المجالات، وتعزيز الأداء المؤسسى والسعى إلى تطوير القدرات البشرية وتطوير قدرات الشباب العربى والتشجيع على الابتكار، مضيفة: «زرنا منطقة اليرموك بالكويت وتعد من أبرز المناطق التى تتوافر بها الخدمات الأساسية والبنية التحتية والخدمات الحكومية، وهى أكبر مثال على المشاركة المجتمعية، حيث يوجد بها دار للمسنين وسوق مركزى، وتضم معارض للأسر المنتجة والمرأة المعيلة».
ويؤكد المهندس محمد السيد، رئيس قطاع التنمية الريفية بالوزارة، أنه شارك خلال الشهر الماضى فى الدورة والمؤتمر الدولى للتنمية الحضارية بسنغافورة، الذى شارك فيه ممثلون للعديد من الدول الأفريقية، وتم بحث عدد من التحديات والقضايا المهمة والخاصة بالمخلفات الصلبة بمراحلها المختلفة، وتطهير المجارى المائية ومشكلات الزيادة السكانية، والتطوير الحضارى والتغيرات المناخية ومواجهة الأزمات وإعداد المخططات الشاملة للمدن وتطويرها، واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة وتطوير العشوائيات، لافتاً إلى أن المؤتمر يأتى فى إطار تبادل الخبرات ونقلها لمصر فيما يخص ملفات التنمية المحلية، ويضيف أن المؤتمر حظى باهتمام كبير من جانب الحكومة السنغافورية، التى شارك من خلالها مجموعة من كبار الخبراء والمتخصصين فى مجال تطوير المدن، كما استعرض الوفد أبعاد القضية السكانية وقام بعرض الحلول التى تقوم بها الوزارة بالتنسيق بين الوزارات المعنية والمجلس القومى للسكان لإدارة مشروع للإسراع فى تطبيق الاستراتيجية القومية للسكان فى 5 محافظات، تمهيداً لتعميم المشروع مع باقى المحافظات بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.