تواضروس: البابا شنودة كان قويا شامخا مثل الاهرامات
قال البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة الارثوذكسية، ان حياة البابا الراحل شنودة الثالث، لم تمر مرور مرور الكرام بل كانت عامرة ومليئة بالانجازات، وان البابا شنودة كان مميزاً منذ ان كان طفلاً صغيراً مروراً بالتحاقة بكلية الاداب جامعة القاهرة، والكلية الاكليركية، ورهبنته بدير السريان و توحده و رسامته اسقفاً للتعليم و حتى اختاره الله ليكون بطريركاً للكنيسة.
وأكد البابا تواضروس، في كلمته التي القاها في قداس الاحتفال بالذكرى الثانية لرحيل البابا شنودة، بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون، صباح اليوم، ان الاربعون عام الذين قضاهم البابا شنودة بطريركاً تركوا اثراً ايجابياً في نفوس الجميع المسيحيين والمسلمين، داخل مصر وخارجها، مشيرا الى انه بالرغم من مواجهته للعديد من التجارب والازمات والصعوبات الا انه كان قويا شامخا مثل اهرامات مصر، كما لم يسمى البابا شنودة بطريرك الاقباط بل سمي بابا العرب.
واضاف البابا تواضروس ان التراث الذي تركه البابا شنودة لم ينشر باكمله، لذلك تعهدت كنيسة السيدة العذراء بالزيتون بنشر بقية ذلك التراث فقامت بنشر ثلاثة كتب هذا العام الاول عن الاختبار والتجربة والثاني يعتبر جزء رابع من سلسلة الخادم الروحي والثالث عن العظة على الجبل، مما يعطي شعورا بان البابا شنودة لم يرحل لكنه لايزال حاضرا معنا و يعلمنا ويمد الجميع بفكره، مؤكداً ان تراثه العلمي والادبي و الفني لم يتوقف على الكنيسة والعلوم اللاهوتية فقط بل اصدر في مجالات اخرى ايضاً مثلما اصدر كتاب "الامثال الشعبية"، و بعض كتب الالغاز والفوازير، وبعض الكتب التي تهتم بالتعامل مع الاطفال والشباب، كما تكلم ايضا في محاضراته عن العديد من الاحداث التاريخية للبلاد العربية والغربية وكذلك العلوم واهم القضايا العلمية مثل الاستنساخ، مشيرا ان عطاء البابا شنودة لم يتوقف عند جيل واحد بعينه بل مستمر لذلك سمي "معلم الاجيال".
كما لفت البابا تواضروس الي الشخصية الكاريزمية التي كان يتمتع بها البابا شنودة والتي تجلت في حب الجميع له، وطريقته في احتواء اصداقاءه في الجامعة والقاء الشعر لهم، و سلوكه الرهباني المنظم، و اجتماعاته الاسبوعية منذ ان كان اسقفاً للتعليم و التي كان ينجح خلالها في توصيل المعلومة للجميع بمختلف المستويات، كما تجلت شخصيته ايضاً في محبة الشخصيات العامة والمسؤوله الذين لايزالوا يذكرونه بالخير حتى الآن، وكذلك رجال الدين المسلم والمسيحي فالبابا شنودة كان او بطريرك ارثوذكسي يخطب في مسجد حيث انه خطب في احد مساجد سوريا، كما برزت محبة الجميع له وقت رحيله وتوافد الجميع من المشرق والمغرب لالقاء نظرة الوداع عليه، مؤكداً ان الاستاذ محمد حسنين هيكل، روى له في زيارته الاخيرة بعض المواقف الجميلة التي عاصرها في وقت البابا شنودة.
واختتم تواضروس كلمته عن شنودة بدعوة الاقباط للفرح وعدم الحزن لان البابا شنودة يصلي في السماء لاجل الجميع ولاجل مصر ولاجل الكنيسة، كما دعا الاقباط الى قراءة التراث الفكري العظيم الذي تركه البابا شنودة للاستفادة منه.