أسلحة بيضاء وآلات حادة.. مدارس بالغردقة تتحول إلى أوكار للبلطجة
مشاجرات وإصابات ومحاضر.. وتعليم البحر الأحمر: "بره المدرسة مش جواها"
حازم بالصف الثاني الإعدادى بعد الاعتداء عليه
ذهب "حازم" الطالب بالصف الثاني الإعدادي إلى مدرسته، الفريق يوسف عفيفي بمنطقة الأحياء بمدينة الغردقة، صباح أمس، حاملا حقيبته وأدواته، محملا بأمال وطموحات عريضة، مواصلا طريقه نحو غد يسعى لجعله أفضل، ساعيًا لتلقي العلم والمعرفة، ليعود إلى أهله بعد انتهاء اليوم الدراسي، بإصابات بالغة في الوجه، فضلا عن تورم بالعين، بعد الاعتداء عليه من طالب آخر بالصف الثالث.
توجه والد الطفل إثر الواقعة، إلى قسم الشرطة، محررًا محضرًا ضد مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر يحمل رقم 150 لسنة 2019، مُرفقًا تقريرًا طبيًا من المستشفى.
كانت تكررت اعتداءت الطلاب داخل مدارس الغردقة، في الأيام الماضية، وباتت عرضًا مستمرًا، في ظل تراخ المشرفين، وعدم تنفيذ العقوبات واللوائح، وعدم وجود رادع قوي، من المسؤولين عن التعليم بالمحافظة.
أصبحت اعتداءات الطلاب عرضا مستمرا داخل المدارس، مستخدمين فيها آلات حادة، وأسلحة بيضاء، وشهدت بعضها إصابات، وصلت لمحاضر في أقسام الشرطة، وانتهى بعضها بالصلح، خوفا على مستقبل الطلبة، كما أفاد أحد المسؤولين بالتعليم بالبحر الأحمر.
وشهدت أمس مدرسة الفريق يوسف عفيفى بمنطقة الأحياء بالغردقة، واقعة اعتداء طالب بالصف الثالث الإعدادى يدعى "مكي"، على طالب بالصف الثاني الإعدادى بنفس المدرسة "م. ب"، بخاتم حديدي كبير في وجهه، ما أدى لإصابات بالغة وتورم في العين، أرفق على إثرها والد الطالب "ح. م"، تقرير طبي لابنه المصاب، متوجهًا به لقسم الشرطة ليحرر محضر ضد مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر، يحمل رقم 150 لسنة 2019.
وأكد "مصطفى ب.ع"، ولي أمر الطالب المصاب، أن أثناء حصة التربية الرياضية بفناء المدرسة، تعدى أحد الطلاب ويدعي، "مكي. ب "، طالب في الصف الثالث الإعدادي بذات المدرسة، على نجله بالضرب المبرح في الوجه، مشيرًا إلى انه كان يحمل معه خاتمًا حديديًا كبير الحجم، ما تسبب لنجله في إصابات بالغة في العين اليسرى، وتورم في الخد الأيسر للطالب المصاب.
وأضاف والد الطالب المصاب، أن الواقعة حدثت أمام أحد المدرسين أثناء اليوم الدراسي، قائلًا: "للأسف المدرسين كانوا بيتفرجوا زيهم زي الأطفال، ومفيش حد تدخل، وكانت حصة تربية رياضية، وللأسف الأستاذ عز مدرس التربية الرياضية، كان واقف بيتفرج ويضحك".
في سياق متصل، نشرت والدة طالب بمدرسة الجوهرة الرسمية لغات بالغردقة، صورة لابنها وهو مصاب بوجهه، قائلة: "يرضي مين ابني يرجعلي كدة؟ موضحة أن ابنها كان واقف في فناء المدرسة، وتلقى طوبة عابرة من أحد الطلبة، تسببت بإصابته في وجهه بالقرب من عينه، موجهة الاتهام لإدارة المدرسة بالإهمال، مطالبة بالتحقيق في واقعة إصابة ابنها.
وقبل أيام قليلة، تطورت مشاجرة بين طالبين بمدرسة محمد الطيب التجريبية بوسط مدينة الغردقة، لتتحول إلى ساحة قتال، ومشاجرة بالأسلحة البيضاء بين مدرستين، واستدعى أحد الطلبة أخيه طالب الثانوي من المدرسة المجاورة لهم، ليأتِ بصحبة أصدقائه حاملين أسلحة بيضاء.
وعن واقعة حمل الطلبة الأسلحة البيضاء، قال محمد إبراهيم مدير إدارة الغردقة التعليمية في تصريح لـ"الوطن"، إن ذلك لم يتم داخل سور المدرسة، مضيفًا، ربما كان ذلك خارج سور المدرسة، مشيرًا إلى أن الأهالى تدخلوا مع أبنائهم وتم الصلح، ولم يتم عمل أي محاضر في أقسام الشرطة، وذلك حفاظا على مستقبل الطلبة.
وطالب كمال سليمان رئيس مجلس أمناء محافظة البحر الأحمر، في تصريح لـ"الوطن"، مسؤولي التعليم، بتطبيق لائحة النظام المدرسي، وتوقيع العقوبات على المخالفين، حتى تكون رادعة لمن يخطئ، مضيفًا أن اللائحة تتدرج عقوبتها حسب الخطأ، و تصل العقوبة لنقل الطالب المخطئ خارج نطاق المحافظة في بعض الأحيان.
داعيًا أعضاء مجلس أمناء المحافظة، لعقد اجتماع، لبحث تداعيات اعتداءات الطلبة في الآونة الأخيرة، وذلك على خلفية شكوى ولي أمر الطالب حازم بالصف الثاني الإعدادى بمدرسة الفريق يوسف عفيفي بمنطقة الاحياء بالغردقة، الذي اعتدى عليه طالب بالصف الثالث الإعدادي بنفس المدرسة، ما سبب له تورم في الوجه والعين.
وأرجع "ا. ف"، موجه تربية اجتماعية بالبحر الأحمر، انتشار تلك الظاهرة السلبية بين طلاب المدارس لعدة أسباب، منها الإعلام غير الهادف، والنشأة الخاطئة، مؤكدًا أن الإعلام وما يبثه، له الدور الأكبر في العنف، مؤكدًا أن ما يبث خلال الشاشات الفضائية من أفلام ومسلسلات هابطة، وبرامج غير مفيدة، ومحتوى أخلاقي فاسد، سموم تقضي على أجيال قادمة، مطالبا بتصحيح مسار الإعلام مع الرقابة عليه، وعلى ما يبثه من محتوى، ولابد أن يكون هادفا.
وطالب برجوع الأنشطة، وزيادة عدد الملاعب داخل المدارس، وذلك لممارسة الطلاب وقت فراغهم الرياضة، لتفريغ طاقاتهم، بدلا من استخدامها في العنف والشجار مع بعضهم فهي خير وسيلة لتنفس الطلاب.