عاصمة سياسية قديمة.. باحث آثري: ميت رهينة آخر ما تبقى من "منف"
منطقة الاكتشافات.. باحث أثري: ميت رهينة آخر ما تبقى من العاصمة "منف"
تزخر منطقة آثار ميت رهينة، بالعديد من الاكتشافات الأثرية، التي يعلن عنها كل فترة، وآخرها العثور على تمثال أثري للملك رمسيس الثاني على هيئة "الكا"، وقبلها اكتشاف معبد الإله بتاح الكبير في المنطقة.
يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف من التمثال 105 سم، وعرض 55 سم، وسمك 45 سم، ويصور الملك رمسيس مرتديا باروكة، وتعلو رأسه علامة الـ"كا"، كما نقش على عمود الظهر الخاص به، الاسم الحوري للملك رمسيس "كا نخت مري ماعت"، بمعنى "الثور القوي محبوب ماعت".
منطقة آثار ميت رهينة، هي المدينة الباقية من العاصمة القديمة "منف"، حسب الباحث الأثري أحمد عامر، والتي يرجع أصل اسمها بالهيروغليفية، لكلمتي "من نفر" أي "النصب الجميل" أو "المدينة ذات الجدار الأبيض"، وحرف الإغريق الاسم فصار "ممفيس".
وأضاف "عامر"، لـ"الوطن" أن ميت رهينة بمعني "طريق الكباش"، إشارة إلى الطريق الذي كان يربط المدينة بمعبد إلهها الرئيسي "بتاح"، وعرفت قديما باسم "ميت رهنت"، ثم في العربية باسم "ميت رهينه"، وكان لـ"منف"، دور كبير في تاريخ مصر السياسي، منذ تأسيسها حتي نهاية الأسرة الثلاثين، بل كان لها هذا الدور في العصر اليوناني الروماني.
وتأتي أهمية المدينة، حسب "عامر"، من خلال إتخاذها عاصمه سياسية لمصر الموحدة، منذ بداية الأسرة الأولى حتى نهاية الأسرة الـ28 وبعض فترات العصر المتأخر، ودورها السياسي في مقاومة الاحتلال في العصر المتأخر، بجانب دورها الحضاري طوال عصور مصر القديمة، فقد كانت مركزا رئيسا من مراكز الحضارة، وجرى فيها ظهور إحدى نظريات خلق الكون "نظرية بتاح".
وتابع أن مشيد "منف" هو الملك "مينا"، أسسها بعد توحيد أقاليم مصر العليا والسفلى معا، ومن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ "منف"، عاصمة هي وجودها في مكان متوسط بين الصعيد والدلتا، وكان اختيارها من الناحيه الحربية والسياسية والدينية والاقتصادية، فقد أقامها قلعة حصينة ضرب من حولها بخنادق الماء، بل وأصبحت عاصمة مصر العسكرية، طوال عصرالدولة الحديثة.
وأشار إلى أن "منف"، فقدت مكانها كعاصمة للبلاد في عصر الدولة القديمة بسبب ضعف البلاد، وقيام الثورة الاجتماعية الأولى، كما اتخذها "أحمس الأول" نقطة انطلاق وقاعدة حربية، لمهاجمة "الهكسوس" في عاصمتهم "أفاريس" شرق الدلتا،
أما في العصر اليوناني الروماني، زارها "الأسكندر الأكبر" بعد تنصيبه ملكا، وقدم القرابين للإله "بتاح"، وينسب إلى مدينة "منف" مصدرا مهما من المصادر، التي ساعدت في معرفة تاريخ مصر القديم، ألا وهو "حجر رشيد".
وتابع "عامر"، أنه جرى إنشاء متحف ميت رهينة، من جانب هيئة الآثار المصرية عام 1985، وهو عبارة عن منصة علوية، ليتمكن الزائر من مشاهدة التمثال الضخم رمسيس الثاني، والمرور من حوله بسهولة ويسر، وجرى إضافة أكثر من 20 لافتة استرشادية حول المتحف في الداخل والخارج، كما أن ميت رهينة، بها العديد من الآثار، التي لم يجري اكتشافها بعد، ولم تبوح بكامل أسرارها بعد، حيث أنها تعتبر إحدى أهم عواصم مصر السياسية في الدولة القديمة.