زراعة الكباري بـ"النباتات والزهور" لتعويض نقص المساحات الخضراء في "الحي الراقي"
أسلوب جديد بـ «تشجير» الكبارى فى مصر الجديدة
طريقة مبتكرة فى الزراعة ستجعل الكبارى الأسمنتية مسطحات خضراء تبهر الناظرين، فبعد أن كان الكوبرى يتكون من رمل وزلط، سيضاف إلى هذه المكونات زهور ونباتات تكسو واجهته الخرسانية لتعطيها بهاء وجمالاً غير مألوف فى شكل الكبارى داخل مصر.
فى منطقة ميدان المحكمة، حيث الكوبرى الذى يقطع الشارع، زرعت أولى المساحات على واجهة الكوبرى، ويبدو الأمر لافتاً للنظر من بعيد ومبهجاً للعين، ويسر الناظرين، ومن روعة المنظر تأخذك عيناك إلى تفاصيل هذه الملحمة النباتية المستحدثة لأول مرة فى مصر.
الشركة المنفذة: أسلوب مطبق فى أوروبا
أسلوب جديد تتبعه إحدى الشركات المساهمة فى تطوير مصر الجديدة، فى محاولة منها لتعويض نقص المساحات الخضراء بالحى بعد بناء العديد من الكبارى، ويتلخص أسلوب الزراعة المستحدث فى زراعة أنواع النباتات ذات الإنتاجية العالية من الأكسجين، ولها قدرة كبيرة على امتصاص ثانى أكسيد الكربون، الأمر الذى سيعود بالنفع على سكان مصر الجديدة، إلى جانب إضفاء لمسة جمالية على الكبارى، لأن هذا الأسلوب فى الزراعة يتبع لأول مرة فى مصر، وكان يقتصر فقط على بعض واجهات المبانى الخاصة.
"فيصل": ٤٠ شتلة فى المتر تقلل الحرارة على الخرسانة ٢٠٪
وقال محمد فيصل، صاحب الشركة، إنه يعمل فى مجال «الجرين وول» منذ ما يزيد على ١٥ عاماً قضاها فى تزيين واجهات الشركات والمبانى، وعمل على إدخال أنواع جديدة من النباتات إلى مصر، مشيراً إلى أنه سيتم عمل نظام يسمح بتركيب الشتلات بشكل طبيعى على واجهات الكبارى، التى يتم تجهيزها بمادة لها القدرة على الاحتفاظ بالمياه لفترة كبيرة، وفى حالة التسريب ستكون بشكل عمودى بعيداً عن الكتل الخرسانية بالكوبرى، ويتم تجهيز هذا النظام من خلال تركيب شاسيه من الخشب أو الحديد بداخله طبقات من مادة «اللباد» بها جيوب مخصصة لوضع الشتلات بنظام معين داخل الجيوب المتصلة بمواسير مياه ومحابس لضبط كميات المياه التى تختلف حسب فصول السنة، وأضاف صاحب الشركة أن نظام الصيانة يتم بشكل طبيعى كما يحدث فى نباتات الأراضى الطينية، متابعاً: «النظام ده دخل مصر من ٦ سنين ولكن أول مرة يتعمل فى الكبارى، والتعامل مع النباتات دى بيكون زى أى نبات على الأرض، كل أسبوع بيلف واحد يتأكد من شبكات الرى والصرف ويشوفها شغالة ولا لا، والفكرة جت من إبداء بعض المواطنين انزعاجهم من فكرة إزالة الجزر الخضراء من الشوارع، فحبينا نعوض المسطحات دى بمساحات خضراء على الكبارى، بندى أكسجين كتير جداً، لأننا بنكثف الزراعة وبنحط من ٣٠ إلى ٤٠ شتلة فى المتر المربع حسب حجم النبات»، وأكد أن المساحات الخضراء التى يمكن زراعتها على الحوائط تقلل الحرارة على الكتل الخرسانية بنسبة ٢٠٪.
وقف «فيصل» يراقب من الأسفل، وكان هناك بعض العمال فى الأعلى يجهزون جيوب «اللباد» للزراعة، حيث يتم نزع النبات من إناء الزراعة الموجود به، حتى يتم لصقه داخل الجيوب المجهزة بمواسير للمياه، والعمل على تزيين الواجهة بوضع نباتات متقاربة من بعضها، حتى يكون الشكل الجمالى مميزاً، وجاذباً للعين، ويمكن رؤية النباتات من بعيد عند التوجه ناحية الكوبرى، حيث يقوم العامل بربط النبات فى «اللباد» حتى لا يسقط أرضاً ويقوم برش المياه عليه حتى يظل مزدهراً لحين تفعيل نظام الرى.
"هلال": بنقص الزرع كل 6 شهور وبيرجع زى ما كان تانى
وقال ناصر هلال، مهندس التنفيذ بالشركة، إن مصر الجديدة فقدت جزءاً من «الخضرة» التى كانت تشتهر بها، لذا كان لا بد من محاولة إرجاع المسطحات الخضراء بأى شكل من الأشكال لتحل محل الكتل الأسمنتية، مؤكداً أن هناك شتلات يتم استيرادها من الخارج لما لها من قدرة كبيرة على امتصاص الغازات الضارة واستبدال غاز الأكسجين بها، وأشار «هلال» إلى أن هناك نوعين من الزراعة، الأول يسمى «إن دور» وهى التى توجد داخل المبانى، وعادة ما تكون بلاستيكية ذات مظهر جمالى فقط، بينما النوع الثانى يكون «أوت دور»، ويكون معرضاً لأشعة الشمس، وهو نبات طبيعى، مضيفاً: «نظام الرى بيكون فيه تايمر بيشتغل مرتين فى اليوم، وبنحط فيه طبقة من مادة أشبه بالتربة العادية لكنها لا تحتاج سماد، يمكن فقط رشها كمغذيات، وكمان بيكون فيه إناء مصنوع من الاستانلستيل ومقاوم للصدأ، وده بيتحمع فيه بواقى الميه وينزلها خارج الحقل من خلال مواسير صرف آمنة بعيداً عن الكوبرى، وكل ٦ شهور بنعمل قص للنبات، وبيرجع طوله زى ما كان فى الأول، وأسلوب الزراعة ده مطبق فى أوروبا».