المعدول: الفن المسرحي أنجح الوسائل لتفنيد الأفكار الظلامية
داعية إلى إنشاء مسارح للطفل في كل قرية مصرية
فاطمة المعدول
قالت الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، رئيس مؤتمر "مسرح الطفل"، الذى انطلق منذ قليل، بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، إنه رغم تعدد وتنوع الوسائل الفنية الحديثة، والبرامج التليفزيونية وعالم الإنترنت الفسيح والذي فيه كل ما يجذب الأطفال ويغريهم ويحببهم في هذه العوالم، يظل فن المسرح مغريا ومبهجا ومطلوبا، حيث يستطيع في مساحة صغيرة أن يطير مع الأطفال بالفن والأحلام والسحر المرئي المحسوس والملموس، بالممثل والإضاءة والعروسة سواء كانت من الإسفنج أو الجلد أو الخشب.
وقالت الكاتبة، "إنني أدعو إلى إنشاء مسرح للأطفال في كل قرية مصرية، حتى نستطيع أن نحارب كل الضلالات التي انتشرت في حياتنا، فليس هناك أنجح من الفن المسرحي، والذي يحتمل المناقشة والمشاركة ومراجعة الحجة بالحجة، ودحض وتفنيد كل الأفكار الظلامية والرجعية من حياتنا وحياة وطننا الحبيب مصر.
وأضافت أن المسرح سوف يظل بكل أشكاله، أيقونة العمل مع الأطفال رغم كل الوسائل الحديثة اللامعة والتقنيات الحديثة، مهما بدت ألمع وأكثر إغراء وجذبا للأجيال الجديدة، فلا يوجد أكثر ولا أعظم من سحر أن يكون الأطفال متراصين في مقاعدهم ويعيشون مع الأبطال حوادث العرض المسرحي، فتتولد لديهم وتسري فيما بينهم مشاعر الحب والشغف والمغامرة والفرح والحزن والدهشة، كلها في اللحظة الآنية حتي تحدث الانفراجة الأخيرة، ويحدث التوحد الكامل لجموع الأطفال وهم يصيحون من الانفعال والسعادة، فقد يجد الأميرة سندريلا بجمالها البادى، أو تم القبض علي العصابة، وانتصر الخير على الشر.
وأشارت إلى أن المسرح هو أهم فن تفاعلي حقيقي ومؤثر عرفته البشرية قبل كل النظريات الحديثة، وكلمة مسرح الطفل تعني في الأساس المسرح الكلاسيكي التقليدي الذي يقدم على مسارح العلبة الإيطالية فى الكيانات المسرحية للمحترفين، مثل: البيت الفني للمسرح أو في بعض قصور الثقافة، مؤكدة أنه المكون الأساسي الذي تنبثق منه كل الأشكال المسرحيه الأخري التى تمارس مع الأطفال، والتى نعمل على انتشارها وترسيخها مثل المسرح البسيط أو المسرح كنوع من اللعب، أو التجارب والورش المسرحية، وبالطبع المسرح المدرسي أو مسرحة المناهج، مؤكدة أن هذه الأشكال في جوهرها لا تقل أهمية عن المسرح الكلاسيكي الذي يقدمه فنانون محترفون.
وقالت "المعدول" إن هذه الأشكال هي في الحقيقة صيغ موازية وليست بديلة، وهي من أنجح الوسائل للعمل في المدارس والنوادي وقصور الثقافة ومراكز الشباب، وكذلك مع الأطفال المهمشين والأطفال ذي الإعاقات المختلفة ومع الفئات المتضررة والمهمشة والفقيرة فى المجتمع والكوارث الطبيعية، كما أنها هامة للدمج فى المجتمع الواحد بين المختلفين في الدين أو الجنس أو المستوى الاجتماعي أو اللون.
وأضافت أن المسرح وسيلة ناجحة وعظيمة من وسائل المشاركة في المجتمع الواحد أو المجتمعات المختلفة، وقد تبدو جملة "مسرح الطفل" جملة بسيطة لكنها عميقة تعبر عن حيوات كبيرة وكثيرة جدا تشمل مؤلفين ومخرجين وفناني ديكور وملابس وموسيقيين ومتخصصين في التقنية المسرحية.
وأكدت "المعدول"، أن المسرح هو الفن الجامع لأنواع عدة من الأدب الواقعي والخيالي والعلمي، والذي يصاحبه وينصهر معه في نسيج متكامل ومتجانس كل أنواع الفنون التعبيرية مثل: التمثيل والغناء والرقص والموسيقي والفنون التشكيلية حتى الفنون الرقمية الحديثة.
ولفتت الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، إلى أن فن المسرح فن عاش آلاف السنين، وسيبقى أبد الدهر فهو الفن الجامع الشامل، وهو الذي يجمع بين عازف الربابة والراقص الكلاسيكي، لذلك جاء مؤتمر "مسرح الطفل والتنمية فى عالم متغير" الذي تقيمة شعبة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر، من أهم الفاعليات الثقافية التي تقدم في عالم أدب وفنون الطفل، والتي أرى أن من أهم مهامها، وضع المعايير الصحيحة لهذا الفن حتى ننير الطريق لكل العاملين في مسرح الطفل سواء كانوا كتابا أو مخرجين أو فنانين.
وفي نهاية حديثها، توجهت الكاتبة بالشكر إلى رئيس الاتحاد الدكتور علاء عبدالهادى، وإلى الشاعر عبده الزراع رئيس شعبة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر، التى خططت لإقامة هذا المؤتمر الهام جدا والمؤثر، والتحية والعرفان للذين سبقونا ومهدوا لنا الطريق حتى يصبح في مصر مسرحا لأطفال مصر.