الأمهات المثاليات.. قصص صبر وكفاح
09:56 م | الثلاثاء 17 مارس 2020
صفاء مصطفى عبدالجواد وابنتها
ترددت الزغاريد لساعات طويلة داخل العديد من المنازل على مستوى الجمهورية، احتفالاً بإعلان وزارة التضامن الاجتماعى أسماء الأمهات المثاليات، أمس، وسط عشرات القصص والحكايات عن قصص كفاح بدأت بتولى الأمهات مسئولية تربية الأبناء، بعد رحيل الأب، لتصل الأم بأبنائها إلى بر الأمان، ويكون تكريمها الحقيقى رؤية نجاحاتهم أمام عينيها.
وحضرت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، المؤتمر الصحفى الخاص بإعلان أسماء الأمهات المثاليات، مرتدية كمامة، ووزعت كمامات على الحضور كإجراء احترازى للوقاية من فيروس كورونا.
"أمينة": بناتى مصدر سعادتى وقوتى فى الحياة
لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية، فازت به أمينة راشد، 72 سنة، ولم تصدق الخبر عندما تلقته، وقالت: «الحمد لله، أكرمنى ربى على قدر تعبى وجهدى مع بناتى اللاتى كافحت لتربيتهن منذ وفاة زوجى فى ثمانينات القرن الماضى، فأصبحت الأم والأب فى نفس الوقت، وعملت على تلبية مطالبهن قدر الإمكان، ليتلقين أفضل تعليم».
تخرجت أمينة فى كلية التمريض، وتولت منصب مدير التمريض فى مستشفى دمياط العام، وأضافت: «إحدى بناتى حصلت على بكالوريوس العلوم ودراسات عليا فى العلوم البيئية، بينما حصلت شقيقتاها على بكالوريوس الهندسة، وصارت بناتى هن مصدر سعادتى وقوتى فى الحياة، وعوّضنى الله بهن خيراً بعد وفاة والدهن».
"زينب" يكفينى فخراً لقب "ماما زوزو"
زينب فايزى، الشهيرة بـ«زوزو الشيخ»، فازت بلقب الأم المثالية لمحافظة بنى سويف، والثالثة على مستوى الجمهورية، لم تكتفِ بدورها فى تربية أبنائها، وإنما عملت فى المجال الاجتماعى والخيرى على مدار 42 سنة، فأصبحت واحدة من رموز العمل الاجتماعى فى المحافظة، من خلال المشاركة فى جمعيات رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.
وقالت: «أحمد الله على التكريم، واختيارى أماً مثالية يزيدنى قوة لمواصلة العمل الاجتماعى والخيرى، الذى بدأته منذ 42 سنة، عندما شاركت فى تأسيس عدد من جمعيات رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى انتخابى لدورتين برلمانيتين من 1984 إلى 1987، ومن 2000 إلى 2005».
وأضافت: «لدىّ اثنان من الأبناء، الأول المهندس حازم، ويعمل مديراً فى شركة المقاولون العرب، والثانى الدكتور سامح، ويعمل مديراً إقليمياً لأحد معامل التحاليل الكبرى فى دول الخليج، وأحمد الله على توفيقى فى تربيتهما»، مشيرة إلى أنها تشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الشابات المسلمات، المسئولة عن 15 نشاطاً خيرياً وتنموياً فى المحافظة.
وترى الحاجة زينب أن واجبها يتمثل فى إسعاد الآخرين قدر الاستطاعة، مشيرة إلى أن الله منحها زوجاً يؤمن بعمل المرأة، وظل سنداً لها فى الحياة، حتى توفى فى عام 1999، تاركاً لها حازم وسامح لتتولى تربيتهما، ولاسميهما المتناقضين حكاية، وهى إيمان والدهما بأن الإنسان فى الحياة يجب ألا يكون صلباً وحازماً على الدوام فيُكسر، ولا ليناً ومفرّطاً وسهلاً على الدوام فيُعصر، إنما يجب أن يجمع بين اللين والصلابة والحزم والتسامح.
«كنت أتوقع الفوز باللقب، لكن لم أكن أنتظره أبداً، لأن فوزى بأبنائى هو أهم تكريم إلهى لى ولزوجى الراحل، بالإضافة لنجاحى فى عملى التطوعى والنيابى، ويكفينى فخراً أن ينادينى الكبير قبل الصغير فى المحافظة وخارجها بماما زوزو، فحب الناس من حب الله وهو الأبقى»، هكذا علقت «ماما زوزو»، كما يطلق عليها أبناء المحافظة على فوزها بلقب الأم المثالية.
"مريم": اشتغلت خيّاطة بجانب وظيفتى الحكومية لتربية بناتى
وفى قنا، عمت الفرحة أسرة مريم خلة سيفين، 68 سنة، الأولى فى مسابقة الأم المثالية على مستوى المحافظة، بعدما تحدّت الظروف الأسرية الصعبة، منذ وفاة زوجها فى عام 1985، تاركاً لها الطفلتين ماجى وميثل، ولم يكن راتبها من الوظيفة الحكومية وقتها يتجاوز 35 جنيهاً، بالإضافة لمعاش الزوج، البالغ 19 جنيهاً.
وقالت «مريم» إن الدنيا ضاقت بها عندما توفى زوجها، لكنها قاومت، وتعلمت الخياطة، وبدأت العمل فى المنزل لتحقيق طموحها بحصول بناتها على أفضل تعليم، موضحة: «بفضل وظيفتى وعملى فى الخياطة حصلت ابنتاى على أعلى الدرجات العلمية، فإحداهما نالت بكالوريوس العلاج الطبيعى، والثانية بكالوريوس صيدلة، واكتمل حلمى بزواجهما».
وفى عام 2000، تعرضت مريم للإصابة بشلل نصفى نتيجة الإصابة بنزيف فى المخ، وحصلت على عمل مخفف من الجامعة.
وأضافت الابنة الكبرى ميثل: «كانت لدىّ النية مع زوجى للتقديم لأمى فى مسابقة الأم المثالية منذ سنوات، وتقدمنا بالفعل فى ديسمبر الماضى، وكنا نخطط لأن تصبح مفاجأة لها، لكنها عرفت بالصدفة عند مراجعة أخطاء فى أوراق التقديم».
"دعاء": ربنا أكرمنى وعوّض صبرى خيراً
وشهدت قرية كفر كلا الباب، التابعة لمركز السنطة فى الغربية، حالة من البهجة، بعد تلقى خبر فوز دعاء مكرم شعير بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة، وعلقت على فوزها بالقول: «الحمد لله على كل حال، ربنا أكرمنى وعوّض صبرى خيراً، بعدما عشت لأكثر من 25 سنة كأم وأب لبناتى الثلاث»، مضيفة: «أمى وأخى الأكبر كافحا معى فى تربية بناتى، لم يبخلا علىّ بأى شىء، وساعدانى فى تحمل مسئوليات المعيشة».
"ماجدة": أخدت كورسات عشان أقدر أتعامل مع ابنى المتوحد
وقالت ماجدة ثابت، الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية، من محافظة الإسكندرية، إنها سعيدة لحصولها على التكريم، متابعة: «لدىّ ولدان، أحدهما متوحد ولديه إعاقة شديدة، وأنا موظفة فى مستشفى جامعة الإسكندرية».
وأضافت: «لما ابنى تعب أخدت كورسات كتير عن التخاطب وتنمية المهارات فى جمعية مختصة بالإعاقات الذهنية، عشان أقدر أتعامل معه وهو عمره 26 سنة، وابنى التانى بكالوريوس تجارة إدارة أعمال، وبيدرس ماجستير، والطالب المثالى على الجمهورية»، وتابعت: «نصيحتى لكل أم عندها ابن معاق ألا تستسلم لليأس لأن هذه منحة من الله، وعطية لازم نشكره عليها»، وأضافت: «صديقتى هى من قدمت لى فى هذه المسابقة».
"صفاء": بنتى بطلة العالم فى السباحة "متلازمة داون"
وأكدت صفاء مصطفى عبدالجواد، الأم لابنة من ذوى الاحتياجات الخاصة من محافظة الجيزة، أنها فوجئت بأنها الأولى على مستوى المحافظة، لافتة إلى أن سبب وصولها لهذه المكانة زوجها وابنها وابنتها، حيث يعمل زوجها مهندساً ولديها ابنها محمود مصطفى، حديث التخرج فى كلية الإعلام، شعبة اللغة الإنجليزية، وابنتها لبنى، بطلة العالم والشرق الأوسط فى السباحة، «متلازمة داون»، وتتمتع بإمكانيات غير مسبوقة مقارنة بذويها محققة أرقاماً عالمية، وعادت منذ 4 أشهر من أستراليا بعد حصولها على المركز الرابع على مستوى العالم، وهذا ما مكّنها من الفوز بلقب الأم المثالية.
"أم الشهيد": عزائى الوحيد إن ابنى مات عشان البلد
وقالت سهام مصطفى كمال، الأم المثالية لأم الشهيد من الداخلية، إنها علمت بنتيجة المسابقة من يومين فقط، وكانت تعتقد أنها ستُلغى بسبب الظروف الحالية، مضيفة أن ابنها النقيب كريم وليد محمد «استُشهد فى أحداث ١٣ مايو ببورسعيد عن عمر يناهز ٢٨ عاماً، وكان تانى يوم عيد ميلاده بس عزائى الوحيد إنه مات عشان البلد دى تقدر تقف على رجليها»، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية هى التى رشحتها للمسابقة.