جزيرة الموتى بنيويورك.. 150 عاما من احتضان جثث مجهولة آخرها وفيات كورونا
جزيرة هارت آيلاند
عبر بوابة طويلة ذات سلسلة وعلى عبّارة ليس بها ركاب يدفعون، تمر شاحنة مشرحة في مدينة نيويورك، محملة بأجسام موضوعة في الصنوبر، وجهتها هي جزيرة هارت، وهي قطاع غير مأهول من الأراضي قبالة ساحل برونكس في لونج آيلاند ساوند، كما تفصح أنقاض القرن التاسع عشر المتضخمة أمام المقابر الجماعية التي حفرتها الجرافات، وحاملو التوابيت هم الوحيدون المتواجدون لأنهم نزلاء السجن الذين يتقاضون 50 سنتا في الساعة من أجل المساعدة.
هناك تصل قصص الحياة المتباينة إلى نفس النهاية المجهولة، ولا توجد شواهد لقبور باسم أصحابها في حقل الخزاف، الذي تبلغ مساحته 101 فدانا، منذ أن دفت فيه ليولا ديكرسون، التي عملت كمدبرة منزل لعائلة واحدة لمدة 50 عاما، ولكن عندما توفيت عن 88 عامًا في أحد مستشفيات نيويورك عام 2008، وبموجب القانون، أصبحت جثتها ملكية المدينة، ليتم إتاحتها كجثة للتشريح أو ممارسة التحنيط إذا أرادت كلية الطب أو قسم الجثث ذلك، مثلها مثل أكثر من مليون رجل وامرأة وطفل منذ عام 1869 تم إرسال جثثهم إلى خندق في جزيرة هارت.
وفي ظل الأعداد الضخمة لحالات الوفاة بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة، بخاصة في نيويورك بؤرة الوباء في البلاد، وثقت صور التقطتها درونز، عمليات دفن في مقابر جماعية بالولاية.
وظهر في الصور مجموعة من الرجال وهم يرتدون ملابس واقية، ويكدسون توابيت في حفرة ضخمة، بجزيرة هارت التابعة لنيويورك.
ومنذ نحو 150 عاما، يتم دفن الأشخاص الذين لا أقرباء لهم، أو غير القادرين على تحمل نفقات الدفن، في هذه المقبرة، لكن نتيجة انتشار وباء كورونا في نيويورك ووفاة الآلاف به يوميا، فإن الدفن أصبح بشكل جماعي.
وقال المتحدث باسم حاكم نيويورك، فريدي جولدستين: "على مدار عقود استخدمت جزيرة هارت لدفن الأشخاص الذين توفوا ولم يطالب أي من أقربائهم باستلام جثثهم. سنواصل استخدام الجزيرة بنفس الطريقة خلال هذه الأزمة (كورونا)".
وأضاف: "من المرجح أن الأشخاص الذين يموتون بكورونا وتنطبق عليهم هذه المواصفات سيتم دفنهم في الجزيرة خلال الأيام المقبلة".
وسجلت ولاية نيويورك 10 آلاف إصابة جديدة، ليصل إجمالي الإصابات إلى 159937، توفي منهم 7 آلاف.
وتعد هذه الأرقام أكبر من تلك التي سجلت في دول بأكملها تضررت من الفيروس، مثل إسبانيا التي شهدت 153 ألف حالة، وإيطاليا حيث أصيب 143 ألف شخص، والصين التي أصيب فيها 82 ألف شخص بكورونا. يذكر أن الولايات المتحدة ككل، سجلت 462 ألف إصابة، و16500 وفاة بوباء كورونا.