بالصور.. الإهمال يضرب نحو 2000 متر من كورنيش نيل دشنا في قنا
تتكلف الدولة ملايين الجنيهات إقامة المتنزهات والحدائق ومشروعات كورنيش النيل التي أنشأتها محافظة قنا في مدن المحافظة المطلة على نهر النيل، ولكن كل ذلك يذهب بعد شهور معدودة من الانتهاء من هذه المشروعات التي تعتبر المتنفس الوحيد للمواطنين وخاصة في موسم الصيف، من بين هذه كورنيش النيل في دشنا الذي يقتله الإهمال يومًا بعد يوم في جميع أركانه.
أكوام من الزبالة والأتربة تعم أركان كورنيش نيل دشنا الذي يعد الأكبر في محافظة قنا بطول يقارب على 2 كيلو متر من منطقة العزازية في دشنا حتى قرب مصنع السكر بمنطقة الصعايدة، ناهيك أن المواطنين يستخدمونه كمنشر لغسيلهم من الأقمشة والسجاجيد المنزلية، فضلا عن تهدم بعض أبنيته من السور والمظلات والأماكن المخصصة للجلوس.
يقول خالد محمود عبدالعزيز، أحد أبناء مدينة دشنا، إن هذا الكورنيش هو متنفس أهالي مدينة دشنا الوحيد، وأصبح خرابة بسبب الإهمال من المسؤولين في المدينة الذين لا يقومون بدورهم في تنظيفه والاهتمام به بشكل دوري، موضحًا أن الأهالي اشتكوا مرار وتكرارًا ولم يلتفت لنا المسئولين المجلس.
ويضيف أن الأهالي كانوا يلجؤون إلى الكورنيش قبل أن يصبح خرابة في فصول الربيع والصيف للتنزه والتنفس من الهواء النظيف التي تصدر من مياه النهر، يترددون عليه بعد انكسار درجات الحرارة حتى الساعات الأولى من الصباح ومعهم أسرهم وأبناؤهم، كما أن الكثير في فصل الشتاء يأتي يستمتع بأشعة الشمس وخاصة كبار السن من أهالي المدينة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مكان غيره في المدينة، مؤكدين أن الحياة ستعود إلى طبيعتها بعد السيطرة على فيروس كورونا.
ويقول سيد محمد من منطقة عزازية دشنا، مع عدم وجود رقابة يقوم بعض المواطنين وخاصة أصحاب الخيول التي تجر المركبات الكارو بتنظيف أحصنتهم وبغالهم على الكورنيش وفي نهر النيل كما أنه بعضهم هدم إجراء من السور أو الحجز بين النهل والكورنيش، كمعبر لهم.
ويضيف محمود مغربي من منطقة نجع الخولي، إن المواطنين بعد خراب الكورنيش وعدم نظافته من قبل مجلس مدينة دشنا، أصبح منشرا لغسيل الأهالي وللمنازل المطلة عليه ينشرون سجاجيدهم المغسولة التي بدورها أدت إلى ذوبان الألوان الخاصة بالسور بسبب المواد الكيماوية، فضلا عن الأتربة التي خالطت المياه وأصبحت لزجة وسوداء.
وتابع أن حتى المظلات أصابها الإهمال بعضها سقط وسرق التي كانت تحمي المواطنين والمقاعد المعمولة من المزايكوا وارخام تهدمت واصبحت اشلائها تملء ساحة الكورنيش كما أن أعمدة الانارة على الكورنيش سرقت ولا توجد انوار على امتداه سوى في مناطق معينة مما اصبح مظلم في الليل ولا يصلح للجلوس فيه سوى اصحاب المزاج الذي يستغلون غياب الانارة في ممارسة طقوسهم في شرب المخدرات وغيرها من المكيفات، كما أنه افتقد لكافة عوامل الأمان نتيجة الإهمال وعدم تطويره فى السلالم غير آمنة، بسبب تكسير أجزاء من الرخام مع وجود تلفيات لأجزاء كبيرة للأعمدة والسور.
وأكد أن في صيف 2016 لقى طفل مصرعه فيما أصيب آخر، على خلفية انهيار جزء من سور الكورني، أثناء قيامهما بمشاهدة عدد من الشباب والرجال يقومون بالاستحمام فى النيل، كأكبر دليل على الإهمال الذي يسود الكورنيش.
ويقول عاطف محمد، أحد أبناء صعايدة دشنا، إن الكورنيش أصبح خرابة نتيجة الإهمال وعدم التطوير وترك بتلك الصورة يؤكد عدم الاهتمام بمدن المحافظة المختلفة، كما أن الأهالي ما زالوا يقلون مخلفاتهم من القمامة في الكورنيش، وخاصة أننا مقبلون على فترة الصيف ويجب استغلاله كمتنزه ومتنفس للأهالي في الأعياد والمناسبات.
وطالب المواطنون المحافظة بتطوير الكورنيش، موضحين أن الأهالي سينطلقون إليه بعد الانتهاء من جائحة كورونا، وعودة الحياة إلى طبيعته.
وقال عبد الراضي عربي، رئيس مجلس مدينة دشنا، إن كورنيش النيل بمدينة دشنا طوله يقارب إلى 2000 متر، وأن هناك خطة كبيرة لتجديد وتطوير الكورنيش من حيث ترميم الأشياء المكسورة وإضاءته وإنارته والعمل على تشجيره وتنظيفه بشكل دوري، ولا سيما وأنه يمتاز بالمناظر الطبيعية الجميلة.