د.سيد الإمام: النزعة الصوفية فى مسرح عبد الصبور روجت للفكر الناصري
اعتبر د. سيد الإمام أستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية أن صلاح عبد الصبور من أهم وأكبر كتاب المسرح المصري، وبالتحديد المسرح الشعري، وأشار الإمام إلى أن مسرح عبد الصبور احتوى على خلفية سياسية حيث قال لـ"الوطن": "عبدالصبور هو جزء من جيل الستينات، وهذا الجيل دائماً متهم بمداهنة عبدالناصر، وكثيرون ممن ينقدون عبدالناصر ينسحب نقدهم لجيل الأدباء فى هذه الفترة، وهذا ظلم لأن كتاب هذه الفترة تخرجوا قبل الثورة، وبعضهم كان منظماً سياسياً أى أن تكوينهم الفكرى كان مكتملاً، ثم جاء المشروع الناصرى الذى انحاز لفكرة العدل الاجتماعى فوجد توافقاً مع مفكرى وأدباء هذا الجيل، خصوصاً بعد تأميم القناة، وما عرف بعد ذلك بتمصير الاقتصاد، وصلاح عبدالصبور انفعل بالفكر الناصرى، وظهر هذا فى مسرحه فقدم نموذج البطل الواحد الباحث عن الحق والعدل والمخلص فى «مأساة الحلاج»، وتأثر بوفاة عبدالناصر فى «بعد أن يموت الملك»، ومن أهم الملامح التى ظهرت فى مسرحه هى النزعة الصوفية، التى ظهرت فى أعمال كثير من أدباء الستينات الذين انفعلوا بالمشروع الناصرى مثل عبدالرحمن الشرقاوى فى «الفتى مهران»، ومحمود دياب فى «باب الفتوح»، ورشاد رشدى فى «بلدى يا بلدى».
وأضاف «الإمام»: السبب فى الميل للصوفية هو الرغبة فى تربية ثقافية لديها الإيمان بالملكية العامة والميل للزهد والرضا بالحد الأدنى من الاكتفاء الذاتى، تربية ترضى بالدولة الراعية وتقاوم الطموح الشخصى واغتراف الثروات، وكانت الصوفية هى النموذج الأمثل، كذلك استلهام الشخصيات الإسلامية الزاهدة مثل على بن أبى طالب وعمر بن الخطاب، أما المرأة فى مسرح عبدالصبور فكانت دائماً رمزاً للوطن ولم يتعمق فى الجوانب الإنسانية الخاصة بها أو بمشكلاتها، ففى «ليلى والمجنون» ربط بين اغتصاب ليلى وبين حريق القاهرة، وكذلك فى «الأميرة تنتظر» قارن بين تاريخ الأميرة وتاريخ مصر، وفى «بعد أن يموت الملك» رمز لمصر بالملكة وكانت دائماً شخصية نسائية وحيدة باستثناء «مأساة الحلاج» التى لم تظهر فيها أى شخصية نسائية، وأخيراً سيطر على عبدالصبور وغيره من كتاب الستينات شعور بأن الثورة ستنهار بعد موت عبدالناصر، ووضح هذا جلياً فى «بعد أن يموت الملك».