في أول أيام تسليم الأبحاث المدرسية.. مدارس منظمة وأخرى مزدحمة ومخالفات
فاطمة فتحي، أحد أولياء الأمور
تباينت آراء و ردود أفعال أولياء الأمور إزاء آلية وخدمة تسليم الأبحاث بقسميها الالكتروني والورقي، التي أقرتها وزارة التربية والتعليم بدلاً من إجراء امتحانات نهاية العام للمرحلتين الابتدائية والإعدادية ضمن حزمة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
"المدرسة كانت منظمة جدا ومكنش في أي زحمة ولا صعوبة في التسليم"، بهذه الكلمات بدأت فاطمة فتحي، ولي أمر لطلاب في المرحلة الإبتدائية حديثها، حيث تقول "فاطمة" التي تقطن بمنطقة المرج بمحافظة القاهرة أنّ عملية التسليم كانت سلسة للغاية: "كنا واقفين طوابير خارج إحدى المدارس الخاصة، وهناك مسافة بين كل شخص والآخر، وبعد كده المدرسة وزعت علينا أرقام، واللي بيتم النداء على رقمه هو اللي بيدخل"، وتشيد "فاطمة" بالتزام المدرسين في لجان التسليم بارتداء الكمامات والقفازات الطبية، مشيرةً إلى أنّها فضلت تسليم البحث ورقيا في المدرسة بدلاً من رفعه على المنصة التعليمية، وذلك لضمان عملية التسليم: "النظام ده جديد علينا وخصوصا إن البحث زي الامتحان فمش ممكن هغامر بمستقبل ابني ولا بنتي وأجرب حاجة جديدة أول مرّة نستخدمها".
الأمر كان مختلفا بالنسبة لأحمد عباس، الأخ الأكبر الذي تولى مهمة رفع الأبحاث على المنصة التعليمية "إدمودو" لأشقائه في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بإحدى مدارس منطقة الأباجية بالقاهرة، حيث يقول أنّه لجأ إلى تلك الطريقة لتجنب الاحتكاك والزحام كإحدى الطرق الوقائية ضد فيروس كورونا، ويقول "عباس" أنّه لم يواجه أي مشكلة أو بطء أثناء التسليم: "المنصة فتحت من الساعة 9 ونص الصبح لاستلام الأبحاث ومكنش في أي مشكلة وخلال 10 دقائق كنا سلمنا الأبحاث"، وعن آلية وخطوات التسليم الكترونيا يقول: "الطالب بيعمل حساب على المنصة باسمه وكلمة سر وبعدها بيدخل الكود الخاص به، ويكتب باللغة الإنجليزية أول تلات أحرف من اسمه ثم يرفع البحث ويضغط في الآخر على التسليم النهائي وبكده يكون سلم البحث دون ما يكون في رسالة تأكد الإستلام".
ازدحام شديد أمام مدرسة نجلتها واجهته سهام عبد المعطي، ولي أمر لطالبة بالصف الخامس الابتدائي باحدى مدارس محافظة الجيزة، حيث تقول سهام التي حرصت على ارتداء الكمامة الطبية والقفازات أنها قصدت المدرسة هربا من زحمة "السايبر" الذي ظلت واقفه في إحدى الطوابير أمامه منذ الثامنة صباحا: "كنت عايزة أرفع البحث على النت عشان مروحش المدرسة وتكون زحمة فروحت السايبر عشان ألاقي حد يساعدني لأني مبفهمش قوي في الحاجات دي، بس لقيت زحمة رهيبة والناس بتتخانق مين يدخل عشان كل شوية السيستم يوقع والمنصة ماتفتحش، فقررت أطبع البحث وأسلمه في المدرسة، بس الوضع كان أسوأ، والدنيا زحمة ومحدش ملتزم بالتعليمات ولا لابسين كمامات".
تقول "سهام" أنّ آلية التسليم الورقي تختلف تماما عن الالكتروني: "بنطبع البحث بعد ما الطالب بيكتبه على الوورد أو يدوي وبعد كده بيتحط في ظرف مفتوح ويكتب عليه الكود اللي استلمه في الفصل وجنبه يكتب حرف G ورقم الصف الدراسي"، لافتةً إلى أن بعض الأهالي فضلوا كتابة أسماء أبنائهم: "كتير منهم مش مقتنعين بالكود وشايفين إن الاسم أضمن في حفظ حقهم".
فيما اختارت سالي حسنين، ولي أمر طالبين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، الطريقة اليدوية في تسليم البحث من خلال المدرسة، لعدم وجود انترنت في منزلها يسمح بإجراء ورفع البحث الكترونيا، ولكنها تواجه مشكلة لأنها نظام التسليم اليدوي يخضع لنظام كل مدرسة بما يخالف التعليمات التي أقرتها الوزارة: "ابني في أولى إعدادي والمدرسة طلبت من كل طالب البحث في ظرف مقفول ومعاه فلاش ميموري متحمل عليها البحث بنظام الـpdf، طب يبقى أنا كده عملت إيه؟، وبعدين ليه فلاشة من كل طالب، الوزارة مقلتش كده، قالت فى كذا بيان إن اللى هيسلم في المدرسة مش هيعمل نسخة الكترونية والعكس".
وبالنسبة لابنتها الطالبة في الصف الخامس الابتدائى، أكدت "سالي" أنها وجدت مكتبة في منطقة إمبابة تطبع نماذج الأبحاث بالألوان من على موقع الوزارة، فاشترت نموذجا وعبأته يدويا بخط ابنتها: "بعد ما بنتي كتبته بخط إيديها، المدرسة قالت لأ يتكتب على الكمبيوتر ويتطبع ويتسلم في ظرف مقفول"، لافتة إلى أن المدارس طلبت منهم أيضا كتابة أسماء الطلاب على الأبحاث في حين أن الوزارة نبهت على كتابة الرقم التعريفي لكل طالب ملحقا بالصف الدراسي ولم تطلب كتابة اسم الطالب ولا المدرسة.