فنانون وكتاب: الفن أعظم سلاح مصري.. ومشاهد البلطجة والاغتصاب امتداد للفوضى التي نعيشها
طالب عدد من النقاد والفنانين بضرورة قيام الدولة بإنتاج أعمال درامية تعكس الصورة الحقيقية للمجتمع وتعيد القيم والأخلاق لأفراده، وضرورة عودة الفنون إلى المدارس باعتبارها أقوى سلاح يمكن به مواجهة حالة الانفلات التي أصبحت سائدة.
وخلال المائدة المستديرة التي عقدها اليوم المجلس القومي للمرأة تحت عنوان "دور كُتاب الدراما في تغيير صورة المرأة.. كيف يرونها" قال الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار الوزير لشؤون الإنتاج الثقافي والسينما، إن وزارة الإعلام لها حق الرقابة فقط على ما ينتجة التليفزيون المصري ومدينة الإنتاج الإعلامي، مقترحا أن يقوم المجلس بتبني 5 مشروعات لأعمال درامية للكتاب الشباب بشراكة مع مدينة الإنتاج الإعلامي ووزارتي الثقافة والإعلام، حيث يتم تدريبهم على مدى عام، وفي نهاية العام يكون لدى الدولة مجموعة أعمال تقدم صورة إيجابية عن المرأة ويتم عرضها في التليفزيون المصري.[FirstQuote]
وقال الكاتب محمد الغيطي إن الدراما التليفزيونية الآن في أسوأ مراحلها، بعد أن كانت تروج للثقافة المصرية والعادات والتقاليد أصبحت تروج لمنتج غريب عن الشعب المصري، على حد قوله.
ومن جانبه قال الناقد السينمائي طارق الشناوي، إن الدراما حين تقدم صورة سلبية عن المرأة فإنها تقدم صورة سلبية عن الرجل أيضا، مشددا على أن الاعتقاد بأن مسلسلات مثل الزوجة الرابعة أو عائلة الحاج متولي التي أشيع عنها أنه تهين المرأة اعتقاد خاطئ، مؤكدا أنه لا يمكن تقديم المرأة في صورة مثالية دائما، وأشار إلى أن الدراما القادرة على التعبير عن المرأة والرجل هي الدراما الجيدة.
وأكد المخرج محمد فاضل، أن قضية الدراما لا تقل أهمية عن الخطة الأمنية والاقتصادية للبلاد، مشددا على أنه في غياب الثقافة والإعلام لن تنجح أي خطط في الدولة، مقترحا إقامة ورش عمل متخصصة للقائمين على صناعة الدراما بحضور ممثلين عن وزارتي الثقافة والإعلام، وأن تتدخل الرقابة في عروض المسلسلات التي تقدم صور سلبية عن الفتاة المصرية، مؤكدا أن العلاج يكون بالمواجهة وليس بالمنع.[SecondQuote]
وفي كلمته أكد هاني مهنا، رئيس اتحاد النقابات الفنية، أن الدارما الآن لا تقدم صورة المرأة التي تغرس في أبنائها القيم الإيجابية، مثل الانتماء وحب الوطن والكرامة، مثلما كانت موجودة من قبل، بل على العكس نرى الآن صورة أم البلطجي وتاجر المخدرات، مؤكدا أن هذه الصورة لا تعبر عن المرأة المصرية، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالجمهور المتلقي يجب تنمية الرقابة الذاتية داخل الجمهور المتلقي من خلال أن تقوم الدولة بدورها في تشجيع الثقافة والاهتمام بها، مشددا في الوقت ذاته على أهمية عودة الاهتمام بتدريس الفنون في المدارس، مؤكدا أن هذا الموضوع هو المحور الرئيسي لخطة عمله خلال الفترة القادمة.
وأكدت الدكتورة لميس جابر، أن ما نراه حالياً في الدراما المصرية من مشاهد عنف وألفاظ غريبة دخيلة على المجتمع المصري، نابع من حالة الفوضى التي نعيشها حالياً في مصر بعد الثورة، على حد قولها، مشيرة إلى أن الفن كان دائماً وما يزال هو المؤرخ لحال المجتمع، وأننا في مصر نمر بفترة استثنائية، مشيرة إلى أنه لا يمكن إلقاء اللوم على الدولة في سوء حال الدراما، حيث إن الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر لا يمكن معها توفير ميزانية كافية لإنتاج مسلسلات ودراما جيدة.[ThirdQuote]
وفي كلمتها طالبت الفنانة آثار الحكيم المجلس القومي للمرأة، بضرورة أن يتكاتف مع جميع مؤسسات الدولة لرفض التجاوزات التي تقدم في الدراما، مؤكدة أن هذا ليس دور المجلس فقط، ولا وزارة بعينها، ولكنه دور جميع الأطراف المعنية لحماية المجتمع من الانفلات الأخلاقي المتراكم منذ 30 عاما، وزاد أثره خلال الفترة الأخيرة.
وأكدت الفنانة فردوس عبدالحميد، أن هناك هجمة شرسة على المجتمع المصري والعربي، لضرب أخلاق المجتمع العربي ككل، مشيرة إلى أن هذه الهجمة متمثلة في الفتاوى التي تصدر حاليا من أشخاص لا علاقة لهم بالدين، وأفلام تقدم موضوعات ليست موجودة في مجتمعنا، مثل مشاهد الاغتصاب في الأفلام والألفاظ الخارجة، وأوضحت أن السبب في ذلك أن الدولة كفت يدها عن المشاركة في صناعة الدراما.
وفي كلمتها قالت الدكتورة آمنة نصير، عضو المجلس، على وجود فارق كبير بين الإبداع والابتذال، مؤكدة على ضرورة الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي في كل شيء وليس في اللحية أو الزي فقط، مشددة على أن المجتمع المصري دخلت عليه العديد من المفاهيم الدينية المغلوطة، وأن أعظم سلاح مصري هو الفن.