"الوطن" بمحيط مسجد السيدة نفيسة.. يتفرد بصلاة العيد ويفتقد فرحة مريديه
"الوطن" بمحيط مسجد السيدة نفيسة.. يتفرد بصلاة العيد ويفتقد فرحة مريديه
هدوء مفرط يسيطر على محيط المسجد الوحيد الذي ستصدح منه تكبيرات عيد الأضحى المبارك، بصلاة يؤديها عدد محدود فلا حركة ولا زحام كما اعتاد المحيطون به، حيث يشهد محيط مسجد السيدة نفيسة حالة من الركود كبقية مساجد مصر بعد أن كانت الأعياد ولياليها بمثابة "مولد" تجتهد لتجد به وطأة قدم من فرط المحتفلين.
على باب المسجد يجلس عجوز يبيع السبح لكن دون مشترين، فالمسجد يغلق أبوابه بعد كل صلاة، حيث يؤدي عدد قليل من الرجال الصلاة ليغلق مرة أخرى، دون فتح مصلى السيدات، أما المحيطين فلا أحد يعلم من الذين تم اختيارهم لصلاة العيد، وفي هدوء تقف "سيارة الإذاعات الخارجية للتليفزيون المصري بلونها الأزرق" في انتظار بداية الصلوات لنقلها عبر الإذاعات لكافة أنحاء الجمهورية.
رغم هدوء المشهد إلا أن مسجد السيدة نفيسة وقع عليه اختيار وزارة الأوقاف، بناء على ما ارتأته لجنة إدارة أزمة كورونا بمجلس الوزراء لنقل صلاة عيد الأضحى منه بعدد محدود من العاملين بالأوقاف وتقتصر بقية المساجد على رفع تكبيرات العيد من خلال مكبرات الصوت عبر إذاعة القرآن الكريم دون حضور للمصلين أو المكبرين.
المواسم تحولت لأيام عادية والساحة خلت من المريدين
"مبقاش في شغل ولا ناس" بحسب "مصطفى" أحد عمال النظافة في محيط المسجد والذي كان يحب العمل في المواسم التي تحولت لأيام عادية، يكنس المنطقة المحيطة ليترك شوراع نظيفة دون مارة إلا القليل على مدار اليوم.
المنطقة التي تعد من الأكثر زحاما أوقات الأعياد، وتكثر بها مشاهد الفرحة أصبحت خاوية دون أطفالها خالية من ألوان البلالين المبهجة والألعاب الشعبية كثيرة الألوان والباعة الجائلين الذين يبعون الحلوى والألعاب الصغيرة، حول المسجد الذي "خلت أسواره من الجالسين حوله كما كان معتادا" بحسب "مصطفى لـ"الوطن".
صاحب كشك في محيط المسجد: "الشراء قليل ومفيش زبون"
يقول "محمود" صاحب كشك في محيط المسجد، "مبقاش في رجل على المكان ولا بيع ولا شراء، حتى في المواسم"، فصاحب الكشك الذي يعمل به من سنين ويرى مراسم الاحتفال في كل عام كان يعلم أنه على الرغم من أن مسجد السيدة نفيسة الوحيد الذي يصدح بصلاة العيد سيكون فارغا الزبائن وسيكتفي بوتيرة العمل المعتادة.
المارة في محيط المسجد يبدوا أنهم من شوارع محيطة، بحسب سؤال البعض فلا مريدون ولا محتفلون، وتسود أجواء من الهدوء في انتظار عيد تحت وطأة الإجراءات الاحترازية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويقول محمد صالح، أحد مريدي المسجد والذي اعتاد صلاة العيد في مسجد السيدة نفيسة، أنه كان وأسرته يأتون من الفجر يصلون وينتظرون نحو الساعة حتى بداية صلاة العيد لإيجاد مكان يقفون فيه للصلاة، ورغم ذلك أحيانا لا يجدون مكانا داخل المسجد فكانوا يفترشون الساحة الخارجية بسجاد أخضر للمشاركة في الصلاة، فكان الشارع لا ينام في محيط المسجد ويكثر به باعة الحلوى و الألعاب والبلالين على عكس الحال في العيد الحالي الذي يسيطر عليه الهدوء.