بعد تزايد الغضب.. الدول العربية والمؤسسات تدين نشر الرسوم المسيئة
إلا رسول الله
سادت حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي في فرنسا، والتوسع في نشرها، حيث تبنت بعض الصحف الأمر وظهرت الرسوم بعدد من الشوارع، ما استفز مئات الآلاف من المسلمين للتعليق في هاشتاج إلا رسول الله، معبرين عن غضبهم من إهانة النبي الكريم، وعبر عدد من الدول العربية والمؤسسات الدينية عن هذا الغضب العارم بعدد من البيانات.
الإفتاء والأزهر في مصر: هناك حملة ممنهجة للزج بالإسلام في المعارك السياسية
أصدر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بيانا بشأن الرسوم الكاريكاتورية التي أثارتها صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، قال فيه إن هناك حملة ممنهجة للزج بالإسلام في المعارك السياسية وصناعة الفوضى بعد الهجوم المغرض على النبي محمد.
وأوضح أن الدول الإسلامية لا تقبل أن تكون رموزها ومقدساتها ضحية مضاربة رخيصة في سوق السياسات والصراعات الانتخابية، مبينا أن الازدواجية الفكرية والأجندات الضيقة هي الأزمة الحقيقية لمن يبررون الإساءة لنبي الإسلام.
وأضاف أن المسؤولية الأهم للقادة هي صون السلم، وحفظ الأمن المجتمعي، واحترام الدين، وحماية الشعوب من الوقوع في الفتنة، مشددا على عدم تأجيج الصراع باسم حرية التعبير.
حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من التصعيد الخطير من قِبل مؤسسات فاعلة في فرنسا ضد الإسلام والمسلمين في أعقاب مقتل المدرس الفرنسي، واعتبر المرصد سلسلة التصريحات المتتالية مغامرةً لا طائل من ورائها إلا مزيدًا من العنف والإرهاب وهي تنذر بعواقب وخيمة، ونتائجها لا يحمد عقباها.
وبيَّن المرصد أن هناك حملة منظمة شرسة من التصريحات التي تطلق من مؤسسات وقيادات فرنسية تعمل على شيطنة المسلمين في كافة الأرجاء، وأكد أن تلك التصريحات والتوجهات والتعبير المباشر عنها في خطابات رسمية وفي مناسبات متتالية تعمل على تكريس الكراهية والعنصرية والتمييز، وتعمل على دعم توجهات العنف والإرهاب والتطرف.
منظمة التعاون الإسلامي: ندين السخرية من الرسل عليهم السلام
أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، مستغربة الخطاب السياسي الرسمي الصادر عن بعض المسئولين الفرنسيين الذي يسيء للعلاقات الفرنسية الإسلامية ويغذي مشاعر الكراهية من أجل مكاسب سياسية حزبية.
وقالت منظمة التعاون الإسلامي ، في بيان لها، إنها ستواصل إدانة السخرية من الرسل عليهم السلام سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، مؤكدة أنها تشجب أي أعمال إرهابية تُرتكب باسم الدين.
الكويت: نرفض تلك الإساءات والممارسات المسيئة
أعلنت وزارة الخارجیة الكویتیة، أن دولة الكویت تابعت بإستیاء بالغ استمرار نشر الرسوم المسیئة للرسول (صلى الله علیه وسلم) مؤكدة تأییدھا لبیان منظمة التعاون الإسلامى الذى "یعبر عن الامة الإسلامية جمعاء وما جاء به من مضامین شاملة رافضة لتلك الاساءات والممارسات".
وحذرت الوزارة فى بیان لھا، من مغبة دعم تلك الاساءات واستمرارھا سواء للادیان السماویة كافة أو الرسل علیھم السلام من قبل بعض الخطابات السیاسیة الرسمیة، والتى تشعل روح الكراھیة والعداء والعنف وتقوض الجھود التى یبذلھا المجتمع الدولى لوأدھا واشاعة ثقافة التسامح والسلام بین شعوب العالم.
كما حذرت من مغبة الاستمرار فى دعم ھذه الاساءات والسیاسات التمییزیة التى تربط الاسلام بالارھاب لما تمثله من "تزییف للواقع وتطاول على تعالیم شریعتنا السمحاء الرافضة للارھاب فضلا عما تمثله من إساءه بالغة لمشاعر المسلمین حول العالم".
الأردن: هذه الممارسات التي تمثل إيذاء لمشاعر ما يقارب من 2 مليار مسلم
أدانت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية استمرار نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد تحت ذريعة حرية التعبير.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، إدانة المملكة الاستمرار في نشر مثل هذه الرسوم واستياءها البالغ من هذه الممارسات التي تمثل إيذاء لمشاعر ما يقارب من 2 مليار مسلم وتشكل استهدافا واضحا للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية وخرقا فاضحا لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته.
وقال الناطق إن الأردن طالما كان نصيرا لثقافة السلام دوليا، وتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعايش بين الشعوب، وتبدى ذلك في مبادرات تبناها المجتمع الدولي مثل مبادرة أسبوع الوئام العالمي، ومبادرة كلمة سواء.
لبنان: الإساءة ستؤدي إلى تأجيج الكراهية بين الشعوب
أكدت دار الإفتاء في لبنان، أمس، أن الإساءة التي يغطيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للنبي محمد خاتم المرسلين، ستؤدي إلى تأجيج الكراهية بين الشعوب. جاء ذلك في منشور لأمين عام دار الإفتاء أمين الكردي، عبر صفحته بفيسبوك، تعليقا على استمرار نشر الرسوم المسيئة للنبي.
وقال الكردي، إن "مفهوم الحرية الذي يمارسه البعض في حق رسول البشرية سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ويسوق له ويغطيه ماكرون، سيؤدي لتأجيج الكراهية بين الشعوب والنزاعات الدينية".
واعتبر أن إدانة حادثة قتل الأستاذ الفرنسي لا إنصاف فيها دون إدانة موجبها، وهي الإساءة برسوم السخرية بحق رسولنا عليه الصلاة والسلام، وما تلاها من طعن المحجبات وإقفال المساجد. وأكد أمين عام دار الإفتاء أن ملياري مسلم في العالم قلوبهم تغلي غضبا وانتصارا للرسول.
ودعا من سماهم "عقلاء" فرنسا، إلى المساهمة في وقف تلك الأعمال "ليعيش الناس بسلام ورحمة".