"موت وخراب ديار".. قتلوا زوجته وابنته في "إهمال طبي" وهددوه بـ"السجن"
مطارد يشعر بالخوف كلما تعرف عليه أحد، فبات حزينًا لأن زوجته ماتت هي وابنته في رحم أمها نتيجة إهمال طبيب، فرح ذات يوم بأنها ستنجب له المولودة الرابعة بعد أن أنجبا السيد وعبدالله ومحمود، فقررا أن يذهبا إلى طبيب مشهور في بلدتهم بشبين القناطر، وحدد لهما الميعاد ليولدها بعيادته، ينظر إلى ساعته فإذا بها تمر ثلاث ساعات، ينتظر ماهر السيد إبراهيم أن يطمئن على زوجته آمال عادل عجيلي ويحمل ابنته التي لم يكن وقتها قرر تسميتها، فإذا به يرى الممرضات يخرجن والدماء تغرق البالطو الأبيض والجميع يهرول في المكان، هذا المشهد الذي لم يستطع نسيانه ولا حتى أن تمحوه ذاكرته حتى الآن، يخرج الدكتور الشهير طاهر سليمان خفاجي من غرفة العمليات ليقول للزوج "للأسف الجنين مات" فرد عليه الرجل الأربعيني "مش مهم الجنين المهم الأم" فقال له الدكتور "عندي دكتور يقدر ينقذ الأم بس غالي شوية"، فسرعان ما قال له "بسرعة انت لسه واقف هات الدكتور بسرعة"، مع مرور الوقت لم يستطع أحد إسعافها ونُقلت إلى مستشفى بنها الجامعي لكن توفيت وصدر تقرير الطبي بأنها توفيت إثر تهتك في الأمعاء الدقيقة وتلوَّث المعدة أدى إلى مصرعها.
"للأسف إحنا عملنا اللي علينا بس الحالة جاية خلصانة من كتر البينج وتلوث الجرح تدهورت الحالة ومقدرناش ننقذها" قالها حين استقبله الدكتور أيمن التهامي، الجراج بمستشفى بنها الجامعي، ويقول "ماهر": "رحت أعمل محضر رقم 5725 إداري مركز سبين القناطر بتاريخ 1-10-2013، ضد الدكتور وصاحب عيادة طاهر خفاجي ولما تبعت المحضر قالولي في النيابة جواب الطب الشرعي مجاش لحد دلوقتي"، مؤكدًا "ماهر": "أننا مازلنا نشهد دولة الظلم والمحسوبية، فذات يوم ذهب ابن عم الدكتور المشهور ويدعى رضا خفجي، وهو يعمل رئيس حسابات محكمة شبين القناطر وقال لي تنازل عن المحضر اللي انت عامله عشان انت مش قد عيلتنا إحنا ممكن نلبسك قضايا تقعد عمرك كله في السجن"، وبالفعل فوجئ ماهر بمحضر يترك باب بيته ويقول له، "إن معمولك 5 قضايا سرقة بالإكراه لدكاترة"، فذهب إلى النيابة التي أسقطت 3 قضايا والقضايا الباقية التي متهم بها بالسرقة يقول له الدكتور الذي اتهم بسرقته "مستعد أروح وأشهد إنك ما سرقتش مني حاجة" الضمير الذي دفع الدكتور محمد المسيل أخصائي باطنة بشبين القناطر لأن يشهد معه وقال له "نروح معاك نشهد أن محدش سرق مننا حاجة".
أصبح ماهر مطاردًا يأكل في الشارع هو وأولاده الثلاثة السيد وعبدالله ومحمد لم يجد بيتًا يسكن فيه فذهب إلى أحد أصدقائه في شبرا الخيمة ينام هو وأطفاله الثلاثة بجراج للسيارات يعمل به أحيانًا ليوفر قوت يومه، فيقول: "كل اللي شاعل بالي دلوقتي عيالي مين هايربيهم لو أنا دخلت السجن ظلم مش مكفيهم موِّتوا مراتي وبنتي لا وكمان عايزين يحبسوني علشان فكرت أجيب حقهم بالقانون" يقولها ماهر والدموع تملأ عينيه حزنًا على أعز ما فقد في حياته، الذين تمنى أن يفقد بصره وكل شيء ويعيشوا هم.