اعتادت جماعة الإخوان الإرهابية طوال السنوات الماضية منذ ثورة 30 يونيو 2013 ترديد الشائعات التى تستهدف الوقيعة بين الشعب المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى، وزعزعة الثقة فى قدرة القيادة السياسية على إدارة دفة الأمور فى البلاد، وبعد أن فقد هذا السلاح مفعوله بمرور الوقت، وانكشاف كذب «الإخوان» من شائعة لأخرى، ومع تنامى الوعى الجمعى بمرور الوقت أيضاً، غيرت الجماعة تكتيكها الإجرامى، ولجأت إلى طريقة لىّ الحقائق وتصديرها إلى الرأى العام محملة بتفسيرات مغرضة، ومغلفة بتأويلات كاذبة، على أمل إثارة الغضب وخلق تراكمات قد تفضى لثورة تعيدهم إلى الحكم مرة أخرى.. هكذا يعيش الإخوان ومن يواليهم الوهم.
وكشفت واقعة وفاة مصابى كورونا فى مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية عن التدنى الأخلاقى للإخوان ومتاجرتهم بمشاعر المواطنين فى ظل أزمة تفشى فيروس كورونا فى أنحاء العالم وليس فى مصر فقط.
جماعة الإخوان الإرهابية فضحت نفسها بغباء لا نظير له بعد أن نشرت بياناً قالت فيه: إن مجلس شورى الجماعة يتابع ما يحدث فى الآونة الأخيرة، وما آلت إليه الأوضاع الصحية فى مصر جراء تفشى فيروس كورونا المستجد «كوفيد19».
وقالت الجماعة فى بيانها: «طبقاً لما نشأنا عليه من تعاليم سامية على يد حسن البنا وعلى يد ملهمنا سيد قطب، فقد انعقد المجلس بكامل أعضائه يوم 3 ديسمبر عام 2020 لمناقشة الاحتقان الموجود بين ربوع المواطنين وضعف المنظومة الصحية فى الوقت الحالى ومتابعة الموقف ميدانياً بشكل كامل، من خلال أعضاء الجماعة فى قرى وحضر مصر، والتنبيه على مسئولى الاتصالات الموجودين داخل مصر وخارجها، قام مسئولو الاتصالات الموجودون داخل مصر وخارجها ببذل قصارى الجهد نحو الوصول إلى العنايات المركزة بمستشفيات العزل وتصوير الحالات المتوفاة ومن ثم إذاعتها على كل مواقع التواصل الاجتماعى مما سيكون له بالغ الأثر فى خفض مستوى ثقة المواطن فى المنظومة الصحية».
فى كل الأحوال يبدو سلوك الجماعة الإرهابية مفهوماً وواضحا فى سياق صراعهم مع الشعب المصرى بكامله منذ ثورته عليهم فى 30 يونيو، لكن غير المفهوم هو تفاعل البعض من غير المنتمين لـ«الإخوان» مع هذا المخطط!.
بمجرد نشر فيديو «مستشفى الحسينية» تداوله هذا البعض عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى مصحوباً بهجوم على الحكومة والنظام كله حتى قبل إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة الحقيقة، ولا يعرف من تفاعل سواء عن غفلة أو عن تعاطف مع ضحايا كورونا أنه يحقق للجماعة الإرهابية هدفاً استراتيجياً كشفت عنه بوضوح عبر بيان للمكتب العام للإخوان المسلمين قبل عام ونصف مع حلول الذكرى السادسة لثورة 30 يونيو عام ٢٠١٩.
البيان تناول الاستراتيجية الجديدة التى ستسلكها الجماعة لمحاولة اختراق الحياة السياسية المصرية مرة أخرى، ومحاولة خداع المصريين من جديد، عبر ما أسمته مراجعة جادة، أفضت إلى إعادة النظر فى أفكارها وسلوكها.
جاء فى البيان «إنَّ أطر التغيير فى الدول، وفق التجارب عبر التاريخ، لها ثلاثة أشكال: إما النضال الدستورى، وإما النضال الثورى، وإما النضال العسكرى»، و«أنّ الحكم العسكرى فى مصر وتكوين المجتمع المصرى ونخبته السياسية والاتجاه الشعبى العام، لا يتناسبُ معه إلا الخيار الثورى الشامل، والتغيير الكلّى لمنظومة الحكم فى مصر، وهذا هو الخيار الاستراتيجى لها، حتى إن طال الزمن فى ذلك الطريق من خلال توحيد المعسكر الثورى الذى يعتقد أنّه يضمّ معهم -أى الإخوان- غيرهم من الأحزاب أو القوى الأخرى، التى لا تزال تثق بهم، ويمكن التعاطى معهم فقط عند الحاجة، باعتبارهم مجرد مسهل سياسى تلجأ له الجماعة حين الحاجة لفتح أفق السياسة لحركتها نحو الحكم».
ودعا البيان دون مواربة فيما يمكن تسميته بـ«خطة إعادة الانتشار» أعضاء الجماعة والمتخصصين والعلماء من أبنائها إلى الانخراط فى العمل السياسى من خلال الانتشار داخل الأحزاب والحركات التى تتقاطع معها فى رؤيتها.
الجماعة الإرهابية تعى تماماً ما تفعله، وكعادتها منذ ثورة 30 يونيو تسعى لاستغلال شهر يناير من كل عام لإثارة الفوضى ويساعدها البعض فى محاولة إعادة إنتاج التخلف مرة أخرى.
قبل ثمانمائة عام قال الشاعر الصوفى جلال الدين الرومى: الأمم تموت عندما لا يصبح بمقدورها أن تميز بين الحق والباطل.