د. عمرو البدراوى يكتب: شلل الأحبال الصوتية.. جراحات وأورام الغدة الدرقية والمرىء والرئة أهم أسباب الإصابة
تقع الحنجرة فى منتصف الرقبة، وتتكون من 3 أجزاء، الأول هو لسان المزمار، ويتصل بالجزء الخلفى للسان، والجزء الأوسط هو الأحبال الصوتية، والجزء الثالث يتصل بالقصبة الهوائية.
تعتبر الأحبال الصوتية أهم جزء بالحنجرة؛ فعندما تنبسط الأحبال ويمر الهواء من خلالها إلى الرئة حاملاً الأكسجين، يتنفس الإنسان، وعندما تنقبض الأحبال الصوتية أمام الهواء الخارج خلالها من الرئة تصدر ذبذبات الصوت، وبالتالى يستطيع الإنسان الكلام.. الأعصاب المسئولة عن حركة الأحبال الصوتية تمر بجوار القصبة الهوائية والمرىء ثم تخترق الغدة الدرقية بالرقبة فى طريقها إلى الحنجرة، وقد ينتج شلل الأحبال الصوتية عن أورام وجراحات الغدة الدرقية وكذلك أورام المرىء والرئة.
إذا أصيب حبل صوتى واحد بالشلل، يعانى المريض ضعف الصوت وعدم القدرة على الكلام باستمرار، وفى تلك الحالة يمكن إجراء تدريبات تخاطب لتحسين الصوت انتظاراً لعودة حركة الحبل الصوتى لطبيعتها، ولكن إذا لم يحدث ذلك خلال 6 أشهر من شلل الحبل الصوتى يمكن أن يحدث حقن الحبل الصوتى المشلول بمادة مثل «الكولاجين» أو «الرادييس» بحيث تزيد من حجمه، وبالتالى تحسن نبرة وحدَّة الصوت إلى حد كبير، أما إذا أصيب كلا الحبلين الصوتيين بالشلل فعند ذلك يعانى المريض صعوبة بالتنفس والاختناق، وعند ذلك لا بد من إجراء شق بالقصبة الهوائية لإنقاذ حياة المريض.
وإذا لم يحدث تحسن فى حركة الأحبال الصوتية خلال 6 أشهر من حدوث الشلل، يتم استئصال الجزء الخلفى من الحبل الصوتى بواسطة الليزر الجراحى لتوسيع مجرى التنفس بالحنجرة، وقد مكن تطبيق استخدام شعاع ليزر ثانى أكسيد الكربون فى جراحات الحنجرة لتوسيع مجرى التنفس من الاستغناء عن إجراء فتح خارجى بالرقبة.
ولا بد فى النهاية من التركيز على أهمية إجراء فحص لحركة الأحبال الصوتية قبل إجراء عمليات الرقبة والغدة الدرقية، وكذلك التدريب المكثف لشباب الأطباء على جراحات الرقبة والغدة الدرقية لتقليل نسبة إصابة الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية أثناء تلك العمليات، واستخدام الأجهزة الحديثة التى تكشف وجود الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية أثناء جراحات الغدة الدرقية والرقبة، وبالتالى تجنب إصابتها.