«أوباما»: لن نسمح لـ«داعش» بـ«خلافة إسلامية».. وتركيا: لا نستبعد التدخل العسكرى
قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إنه يرغب فى بحث توسيع استخدام الضربات العسكرية فى العراق لصد المسلحين الإسلاميين، مؤكداً أنه لن يسمح لهم بإقامة «خلافة إسلامية»، مضيفاً أن «واشنطن قد تفعل المزيد لمساعدة العراق فى صد التنظيم المتشدد، ولن نسمح لهم بإقامة خلافة بصورة ما فى سوريا والعراق، لكن لا يمكننا فعل ذلك إلا إذا علمنا أن لدينا شركاء على الأرض قادرون على ملء الفراغ»، وأثنى «أوباما» على مسئولى إقليم كردستان، مؤكداً أنهم «عمليون ومتسامحون مع الطوائف والأديان الأخرى»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تريد تقديم المساعدة، لكن ما أشرت إليه هو أننى لا أريد أن أقوم بدور القوات الجوية العراقية».
وأعرب «أوباما» لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن أسفه لأن حكومته «لم تبذل المزيد للمساعدة فى إعادة إعمار ليبيا بعد غارات جوية شنها حلف شمال الأطلسى عام 2011 والإطاحة بمعمر القذافى، لذلك فهذا درس مستفاد أطبقه الآن فى كل مرة أتساءل فيها: هل يجب أن نتدخل عسكرياً؟ هل نملك إجابة فى اليوم التالى؟»، متعهداً بـ«مواصلة الغارات الجوية على المقاتلين المتطرفين الذين يهددون كردستان العراق إذا اقتضت الضرورة لحماية الدبلوماسيين والمستشارين العسكريين الأمريكيين»، مضيفاً: «ليلة الخميس قلت بوضوح: إذا ما حاولوا (الإرهابيين) التقدم أكثر، فإن جيشنا سيستجيب بهجمات محددة»، مشدداً على أن «القوات الأمريكية ستفعل ما يلزم لحماية مواطنيها».
وتابع: «الإرهابيون الذين احتلوا أجزاء من العراق كانوا قساة بشكل خاص تجاه الأقليات الدينية، اعتقلوا العوائل، وأعدموا الرجال واستعبدوا النساء، وهو ما سيشكل إبادة عرقية»، مضيفاً: «وجهت وزارة الدفاع بتوجيه ضربات جوية لمساعدة القوات العراقية على كسر الحصار وإنقاذ العوائل».
وأكد الرئيس الأمريكى أنه لن يسمح بـ«جر أمريكا إلى حرب أخرى فى العراق»، وحدد «أوباما» خطوات بلاده للتعاطى مع الأزمة فى العراق قائلاً: «سوف نحمى مواطنينا، ونعمل مع المجتمع الدولى لمعالجة الأزمة الإنسانية، وسنساعد على منع هؤلاء الإرهابيين من الحصول على ملاذ آمن يمكنهم من خلاله مهاجمة أمريكا، وسنواصل حث المجاميع العراقية على التصالح والتوحد وصد هؤلاء الإرهابيين حتى يحظى شعب العراق بمستقبل أفضل».
فى سياق متصل، قال البيت الأبيض إن «جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى اتصل هاتفياً بالرئيس العراقى فؤاد معصوم، أمس الأول، لبحث الضربات العسكرية الأمريكية ضد مقاتلى داعش فى شمال العراق ولحث بغداد على سرعة تشكيل حكومة جديدة»، مضيفاً أن «نائب الرئيس شدد على التهديد الذى تشكله الدولة الإسلامية على كل العراقيين، وأكد التزام الولايات المتحدة بدعم العراق وكل مواطنيه من الشمال إلى الجنوب مع عملهم على الدفاع عن البلد فى مواجهة هذا التهديد الدولى».
من جانبه، أكد السفير ضياء الدباس، سفير العراق لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، لـ«الوطن»، أن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيحدد المشهد السياسى والعسكرى القادم على الأرض فيما يتعلق بحرب العراق ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وإمكانية استمرار العملية الجوية الأمريكية ضد معاقل التنظيم الإرهابى، موضحاً أن «هناك تحضيرات مستمرة لعملية موسعة تستهدف تطهير العراق من تنظيم داعش الإرهابى، بعد تشكيل الحكومة الجديدة»، مشدداً على أن «الوضع سوف يتغير جذرياً بعد تشكيل الحكومة».
وقال «الدباس»: القوات الجوية العراقية مستمرة بشكل يومى فى مهاجمة معسكرات «داعش» وتقديم الإسناد الجوى اللازم لقوات البشمركة الكردية فى كركوك وغيرها من المناطق، وأن هناك تنسيقاً وتعاوناً وثيقاً بين وحدات الجيش العراقى، وقوات البشمركة منذ البداية للتصدى لعصابات «داعش»، موضحاً أن القصف الجوى العراقى مستمر منذ بداية وجود هذا التنظيم على أرض العراق، وأن القصف الأمريكى هو الأمر المستجد على المشهد.
على جانب آخر، أقر إقليم شمال العراق (كردستان)، أمس الأول، بسقوط سد الموصل الذى يعد أكبر سدود العراق فى أيدى «إرهابيى داعش» ووقوع 150 قتيلاً من قوات البشمركة. وقال رئيس ديوان إقليم شمال العراق فؤاد حسين، فى مؤتمر مشترك مع هوشيار زيبارى وزير الخارجية العراقى: «داعش سيطرت على سد الموصل فى محاولة للوصول لمناطق حساسة قرب كردستان وتحقق ذلك بالسيطرة على السد، ونعترف بأن أسلحة داعش أكثر تطوراً من أسلحة البشمركة (قوات إقليم شمال العراق).
وأضاف «حسين» أن «داعش تركز حالياً على جبهة الموصل وأربيل»، موضحاً أن «داعش أصبحت دولة إرهابية غير معترف بها وهى تطلب مساعدة أتباعها فى سوريا»، فيما أكد وزير الخارجية العراقى أنه «بالتعاون والتنسيق الأكثر بين أربيل وبغداد سيتم القضاء على داعش»، معتبراً أن «داعش ليست قوة خارقة لا تقهر، وقادم الأيام سيحمل نتائج مهمة».
وأثنى «زيبارى» على موقف الإدارة الأمريكية للدعم الجوى لقوات البشمركة، قائلاً إن «هذا الدعم رفع من معنويات قوات البشمركة وجعل الأمور على الأرض تأخذ منحى آخر تماماً». وقال «زيبارى»: «نحن الآن بصدد إعادة السيطرة على المناطق التى استولت عليها داعش، وإن وحدتين من وحدات المسلحين دمرتا تماماً». وتابع: «قوات البشمركة بحاجة إلى الأسلحة والمعلومات الاستخبارية والدعم الجوى فى حربها ضد داعش».
وأحبط الطيران الحربى العراقى، أمس، محاولة التفاف مسلحى تنظيم الدولة الإسلامية على قوات «البشمركة» التى تحاول استعادة ناحية «سنجار» شرق محافظة الموصل. وقال بيان لـ«مركز الإعلام الوطنى» العراقى: «خلال محاولة الإرهابيين المسلحين الهجوم على البشمركة من ناحية دوميز، وصلت الطائرات الحربية وقصفت العجلات والآليات التابعة لداعش، ودمرت مدفعاً كانوا يستخدمونه فى هجومهم على قوات البشمركة».
وأسقطت طائرات أمريكية شحنة ثانية من الغذاء والماء لآلاف اللاجئين المحاصرين فى جبال «سنجار»، حسبما قال مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية. وتواصلت أعمال إجلاء العراقيين من الطائفة اليزيدية المحاصرين فى جبل «سنجار»، عن طريق المروحيات، عقب سيطرة تنظيمات مسلحة فى مقدمتها تنظيم «الدولة الإسلامية»، على منطقة «سنجار». من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن «موسكو» تدعم نشاطات السلطات العراقية فى الحرب دون هوادة ضد الإرهابيين. ودعا بيان لوزارة الخارجية الروسية، أمس الأول، جميع القوى السياسية العراقية إلى الاتفاق فى أجواء من الإجماع الوطنى، ما يسمح بإبداء مقاومة مؤثرة لكل مظاهر التطرف والإرهاب فى العراق.
بينما قالت صحيفة «حرييت» التركية، أمس، إن «رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان عقد عدة اجتماعات أمنية لبحث تطورات الوضع فى العراق». وقالت إن «أنقرة اتخذت عدة قرارات، منها تجنب قيام الجيش التركى حالياً بعملية عسكرية خارج الحدود، ولكن فى حال تدهور الأوضاع فى شمال العراق على أثر تقدم قوات تنظيم داعش سيكون التدخل العسكرى أحد الخيارات المدرجة على قائمة التدابير لحماية أمن الحدود التركية».