مدح الملك فاروق واختلف مع ناصر وفرح للنكسة.. مواقف في حياة الشعراوي
مدح الملك فاروق واختلف مع عبدالناصر..مواقف في حياة الشعراوي
تمتع الشيخ محمد متولي الشعراوي، بحضور قوي في جميع المناسبات التي كان يشارك بها، ولم يكن حضوره مجرد رأي يقوله فقط وإنما حالة عامة يعبر من خلالها عن مشاعر الجميع ويصل بكلماته عنان السماء، وتؤثر عباراته في جميع من حوله.
كان الشيخ الشعراوي يتميز بالسماحة والبساطة، ولم يكن متشدد في فكره أو متعصبا لرأي معين، أهتم كثيرا بالسياسة وكانت تجمعه علاقة قوية مع رؤساء مصر، بداية من الملك فاروق، والذي كان قد مدحه الشيخ الشعراوي عندما شبهه بالخليفة المأمون ووالده الملك «فؤاد» بهارون الرشيد، حيث قال عنه في أحد أبيات الشعر والذي كان يحبه كثيرا ويستخدمه في مدح من يحبه من الحكام: «فدم يا رشيد العصر للنيل حاميا ودام لنا المأمون فاروقك البر»، كما أشاد بمجهوداته تجاه الأزهر الشريف، ورثاه بعد وفاته.
اختلف مع عبدالناصر ورثاه بعد وفاته
علاقة الشيخ الشعراوي بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر لم تكن بالقوية، نظرا للاختلاف الشديد بينهما، ففي أحد حوارات الشعراوي التلفزيونية أشار إلى سجوده شكرا بعد سماعه خبر نكسة 67، حيث قال حينها: «فرحت لأننا لم ننتصر ونحن في أحضان الشيوعية»، تلك الكلمات جعلت البعض يعتقد أن الشيخ يهاجم الرئيس جمال عبدالناصر، لأنه دائما ما كان يربط بين الرئيس الراحل وبين الشيوعية.
علي الرغم من شدة الخلاف بينه وبين «ناصر» إلا أنه فاجأ الجميع، وألقى خطابًا حزيناً راثيا الزعيم الراحل، فور علمه بنبأ وفاته قائلا: «قد مات جمال وليس بعجيب أن يموت والناس كلهم يموتون، ولكن العجيب وهو ميت أن يعيش معنا، وقليل من الأحياء يعيشون، وخير الموت ألا يغيب المفقود وشر الحياة الموت في مقبرة الوجود، وليس بالأربعين ينتهي الحداد على الثائر المثير، والملهم الملهم، والقائد الحتم، والزعيم بلا زعم. ولو على قدره يكون الحداد لتخطي الميعاد إلى نهاية الآباد».