«أشرف» اعتزل «الجزارة» بسبب الغش وقلة الرحمة.. و«التوابل البيضا»
رغم أنه حاصل على دبلوم تجارة، وهى فى عرفه «شهادة»، لكنه يفخر كثيراً حين يعترف «ما بعرفش أركب لمبة»، ويفخر أكثر حين يصفه أحدهم «أشرف جودة ده جزار محترم»، لا يجد «أشرف» نفسه سوى فى مهنة الجزارة، قضى فيها ما يقرب من 18 عاماً، ورغم عشقه للحيوانات، فإنه وجد نفسه مضطراً لاعتزالها والبحث عن مهنة أخرى بمبرر ساقه «أصلى بخاف من ربنا».
الجزار الأربعينى المعتزل رضى بالعمل فرد أمن تاركاً الجزارة إلى غير رجعة، زاهدًا فى قارف الدخل، مفضلاً عليها ما وصفه بـ«بركة الحلال»، الحرمانية التى أكسبها «أشرف» لمهنته كان لها ما يسببها «السرطانات والفشل الكلوى وفيروسات الكبد دى مش من فراغ، الجزارين سبب رئيسى فيها» يعترف الجزار السابق على أبناء كاره، مؤكداً أنه يتردد كثيراً قبل شراء اللحوم لأسرته نفسها «لو هنتكلم عن الغنم، ففى نوع بنسميه الجلّالة، أصحابها بيلففوهم على مقالب الزبالة عشان بيستخسروا يجيبوا لهم أكل، اللى زى دول لازم يتعزلوا وياكلوا أكل نضيف 3 شهور على الأقل قبل الدبح، ويشوفهم دكتور يقول عيانين ولا ينفعوا، لكن ده ما بيحصلش، أما العجول فعلفها عكّ فى عك».
يكشف «أشرف» فضائح المهنة «العليقة اللى بياكلها العجل لها نسب، يعنى أعلى حاجة فيها المفروض تكون الفول، لكن العكس صحيح، أقل حاجة الفول وبيزودوا لهم الردة والدرة، كمية الشحم بتبقى أضعاف الطبيعى عشان الجزار يوفر».
فى السوق اكتشف «أشرف» الكثير من المآسى «فيه سجق وسوسيس بيتباع بأغلى الأسعار ما فيهوش جرام واحد لحمة، مجرد بطاطس، وفول صويا ودم غزال وتوابل، وكله كوم والتوابل البيضا كوم، دى أغلى من اللحمة نفسها، لزنها قادرة تحول كلب ميت فى الشارع لـ«نيفة» ريحتها تجنن».
كان هذا كله بالنسبة لأشرف «كوم» وطرق التعامل مع البهائم كوم آخر «لما كنت أقول فى السوق حرام ندبح نتاية حامل، ولا العجل ده لسه بيرضع كانوا يتريقوا عليا، مفيش حاجة اسمها حرام، والدبح الشرعى ده حاجة كده خيال، المفروض الجزار يسمى ويكون طاهر».
يرى «أشرف» أن البهائم على اختلافها لها عقل «الدبح الشرعى مفيش أسهل منه، لما بقرأ الدعاء فى ودن الدبيحة وأطبطب عليها أحياناً كانت بتستسلم لقدرها وتنام على الأرض، لكن مفيش حاجة صح، من أول النفخ اللى غلط فى غلط، وانتهاء بتطقيع اللحمة اللى بيهدرها».