سيد طنطاوي.. شيخ الأزهر الأكثر جدلا
اختاره القدر ليترأس أكبر مرجعية سنية في العالم، بعد أن عُين شيخًا للأزهر في 28 أكتوبر 1986، وتوفي بأرض المدينة المنورة في 10 مارس 2010، ودفن في "البقيع" كما تمنى.
ولد الشيخ محمد سيد طنطاوي في 28 أكتوبر 1928، بقرية "سليم الشرقية" في محافظة سوهاج، وتعلم القرآن وحفظه في الإسكندرية، وحصل على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، ثم عمل إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف عام 1960.
بدأ طنطاوي العمل في مهنة التدريس، وكان مدرسًا في كلية "أصول الدين" بجامعة الأزهر عام 1968، وانتدب عام 1972 إلى ليبيا ليدرس بها 4 سنوات.
انتقل طنطاوي للعمل في السعودية رئيسا لقسم التفسير في كلية "الدراسات العليا" بالجامعة الإسلامية، وبعد أن عاد إلى مصر عُين مفتيًا للديار المصرية في 28 أكتوبر 1986، ثم عُين شيخًا للأزهر في 27 مارس 1996، حتى وافته المنية في عام 2010.
للشيخ الراحل عدة مواقف أثارت ضجة كبيرة، أولها مصافحته للرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز"، أثناء فعاليات مؤتمر "حوار الأديان"، الذي نظمته الأمم المتحدة والسعودية، في نيويورك 2008، وانتقده عدة صحفيين أبرزهم الصحفي حمدي رزق، الذي كتب في صحيفة "المصري اليوم" مقال "لا تصافح"، ومقال آخر لحمدين صباحي الذي كان يكتب في جريدة "الكرامة" بعنوان "فضيلة الإمام الأكبر استقيلوا يرحمكم الله"، وبرر طنطاوي ما حدث بأنه لا يعرف شكل بيريز.
كانت ثاني المواقف التي أثارت ضجة، هي تحريمه لفوائد البنوك والقروض من البنوك، باعتباره ربا يحرمه الإسلام عام 1989.
أما ثالث المواقف التي أثارت ضجة، هو تصريحه لوزير الداخلية الفرنسية عام 2003 عند زيارته إلى مصر، أن إصدار فرنسا قانون "حظر ارتداء الحجاب" في المدارس والمؤسسات شأن فرنسي داخلي، ولا يخص الأزهر، وهو ما قوبل بانتقادات واسعة من بعض الجماعات الإسلامية وعلماء الدين.
"جلد الصحفيين" كانت هي الفتوى الأكثر غرابة على الإطلاق، والتي أفتى بها طنطاوي في أكتوبر 2007، دعا فيها إلى عقاب الصحفيين بالجلد، بعد أن نشروا أخبارًا فحواها، أن الرئيس الأسبق حسني مبارك "مريض".
والموقف الخامس المثير للجدل، كان قرار منع ارتداء النقاب لطالبات الإعدادي والثانوي داخل الفصول الدراسية، في أكتوبر 2009، وهو ما أثار ضجة كبيرة، ولكن أيده مجمع البحوث الإسلامية، الذي أصدر بدوره قرارًا بحظر ارتداء النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات والمدن الجامعية التابعة للأزهر.
توفي الإمام يوم الأربعاء الموافق 24 ربيع الأول 1431 هـ الموافق 10 مارس 2010، بعد أن صعدت روحه إلى بارئها وهو في مدنية الرياض بالسعودية، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد إصابته بنوبة قلبية تعرض لها في مطار "الملك خالد الدولي"، عندما كان عائدًا من مؤتمر دولي، عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز، لمنح جائزة "الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام".