أسرة "بلعيد" تقاضي "الجزيرة" لبثها فيلما يشوه سيرة الشهيد التونسي
أعلنت هيئة الدفاع عن الشهيد التونسي شكري بلعيد، أمس، رفع قضية عدلية ضد قناة "الجزيرة" القطرية، على خلفية بثها مؤخرًا شريطًا استقصائيًا حسب تعبيرها، بخصوص قضية الاغتيال والجهات المتورطة في تصفية الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد.
واعتبرت هيئة الدفاع، حسبما ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن الشريط المذكور حاول تشويه "بلعيد" وعائلته وتضليل الرأي العام التونسي حول الأطراف الحقيقية التي تقف وراء جريمة التصفية بتحويل القضية من قضية اغتيال سياسي إلى قضية حق عام سببها مشاحنات عائلية.
وأكد علي كلثوم، عضو هيئة الدفاع عن الشهيد، أن تقرير "الجزيرة" مشبوه وهدفه تعويم الملف والتغطية على الأطراف التي نفَّذت وموَّلت وحرَّضت، وقرَّرت تصفية "بلعيد" في ظرف زمني تتقدم فيه الأبحاث القضائية في اتجاه كشف الحقيقة كاملة.
وأوضح كلثوم أن هيئة الدفاع عازمة على توجيه الاتهام إلى القيادي في حركة النهضة علي العريض، ومن كلفه من كوادر وزارة الداخلية بالتورط في اغتيال شكري بلعيد، مشددًا على أن الهيئة وعائلة الشهيد ستقاضيان كل الأطراف التي شاركت في إعداد هذا الشريط، لافتًا إلى أن هذه الجهات تسعى إلى "تبييض" الإسلام السياسي من التورط في الإرهاب.
وتابع علي كلثوم أن قناة "الجزيرة" قناة إرهابية، وهي راعية الإرهاب في تونس، معقبًا أن اعتداءها على شكري بلعيد هو اعتداء على سيادة تونس وعلى ذاكرتها الوطنية التي رسمها بدمه بما أنه شهيد الوطن وشهيد مشروع مجتمعي وأممي.
وأوضح "كلثوم" أن نجاة بلعيد أشارت بدورها إلى أن شأن زوجة الشهيد وبنتيه يهم عائلته ولا يحق لأي أحد التدخل في هذه المسألة، مؤكدة أن الجزيرة تريد "تنظيف" حزبيّ النهضة والمؤتمر ورؤوس الغنوشي والعريض والبحيري من التورط في القضية.
وقالت نجاة إن علي العريض سبق وأن حرض على شقيقها من على منبر التلفزة الوطنية، وأوضحت أن الصحفي أو المحسوب على قطاع الصحافة المدعو ماهر زيد الذي تم اعتماده كمصدر في التقرير المذكور كان قد اتصل بعائلة بلعيد وحاول استمالة أحد أطرافها لتقديم معلومات تخص الملف إلا أن العائلة رفضت مقترحه لأنه مشبوه.
وأكدت نجاة بلعيد أن محاولات تشويه شقيقها فضحت هذه الجهات ولم تؤثر قيد أنملة في المس برمزية بلعيد في قلوب التونسيين بل زادتها ترسخًا وتجذرًا كما زادت عائلته صلابة وعزمًا على كشف الحقيقة، مشددة على أن "القافلة تسير والكلاب تنبح".
ولاحظت نجاة أن ترويج صور لجثة أخيها زادتها قوة وذكرتها بهدية كان قد قدمها لها أثناء عودته من العراق وهي صورة لسيدنا "الحسين"، مضيفة أنه يكفيها شرفًا أنها أخت الشهيد، مؤكدة أن العائلة لن تسلم في حقه مهما كانت كلفة التضحيات جيلًا بعد جيل حتى وإن تمت إبادتها، حسب تعبيرها.
وأوضحت نجاة بلعيد أن المحامية ليلى بن دبة التي ظهرت في شريط "الجزيرة" مجرد زميلة لشكري بلعيد وليست مقربة منه أو من عائلته. وأضافت أن لوبيات معينة هي من اختارت ظهورها في البرنامج المشبوه، منهية كلامها بأن أرملة شكري بلعيد بسمة الخلفاوي أشرف من أشرفهم وأن كل من يقذف فيها يفتقد الشرف، حسبما جاء على لسانها.
من جهتها، قالت بسمة الخلفاوي، أرملة شكري بلعيد، إن حزبيّ النهضة والمؤتمر هما من يقفان وراء تقرير "الجزيرة"، موضحة أن كل ما جاء فيه مأخوذ من صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لهما وهي نفس الصفحات التي تتبنى الحملة الانتخابية للرئيس المؤقت منصف المرزوقي.
وبيَّنت بسمة الخلفاوي أنها عقدت ندوة صحفية فقط من أجل بنتيها لأنهما لا تستحقان أن يشوه أي طرف براءتهما، وأكدت أنها والعائلة إضافة إلى هيئة الدفاع لن يتوانوا لحظة عن كشف الحقيقة كاملة وكشف كل الجهات المتورطة ومحاسبتها بالقانون، حسب كلامها.