بروفايل| "ملكة السينما".. شعار العيون يعيد نادية لطفي من جديد
بعيون تحوي كل شعور يلقاه الإنسان في حياته، وبنظرة "من غير ميعاد" تحكي "الليالي الطويلة"، وتملؤك حنيناً لـ "سنوات الحب" لتأخذك في رحلة "مع الذكريات"، طلت علينا في واقع ظنناه "أيام بلا حب" لتجدد دعوتها بأن "الحياة حلوة".
كان من الطبيعي أن يختار القائمون على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عيونها لتكون شعاراً في نسخته الـ36، تلك العيون التي تمثل بنظراتها وهج السنوات الذهبية للسينما المصرية.
بنظرة تحمل قوة ورثتها عن أب من صعيد مصر، وانفتاح على العالم ورثته عن أم بولندية، طلت "بولا محمد لطفي شفيق" على الشاشة الفضية في أول أفلامها "سلطان"، بعد أن رأى فيها المنتج والمخرج "رمسيس نجيب" نجمة لعصر جديد من السينما، ما دفعها لتغيير اسمها بدعوة منه إلى "نادية لطفي" مقتبسة اسم بطلة رواية "لا أنام".
وعبرت ابنة حي عابدين بعشقها لفنها ولجماهيرها أهم محطات حياتها، في أفلامها الـ 70 على مدار 30 عامًا ،والتي كانت علامات في تاريخ السينما.
بداية من "السبع بنات" في عام 1961، و"الخطايا" عام 1962، مرورًا بـ"للرجال فقط" عام 1964، و"أبي فوق الشجرة" عام 1969، متوقفة عند آخر أفلامها "الأب الشرعي" عام 1988، مثبتة أن تاريخ الفنان عبارة عن اختيارات، وتوجيه اهتمامه للكيف لا للكم، وهذا ما أثبتته بموافقتها على العمل مع المخرج شادي عبد السلام في فيلم " المومياء" عام 1979، حيث لم يتعد دورها في الفيلم المشهدين، بالإضافة لكونهما صامتين، ورغم ذلك تصدرت صورتها أفيشات الدعاية للفيلم بنظرتها الشهيرة التي تشبه في سحرها نظرة "الموناليزا".
ولم يقتصر تاريخ "لويزا" بطلة "الناصر صلاح الدين" عام 1963 على إنجازات السينما فقط، بل سجلت تاريخاً نضالياً يرجع لعام 1956 وقت العدوان الثلاثي على مصر وقبل دخولها عالم الفن.
حيث نقلت مقر إقامتها إلى مستشفى القصر العيني أثناء حرب أكتوبر بين الجرحى لرعايتهم، ودورها كفنانة عربية مساهمة في القضية الفلسطينة وداعمة لها، كما قامت بممارسة هوايتها القديمة في التصوير، وقامت بتسجيل 40 ساعة تصوير في القرى والنجوع المصرية لتجمع شهادات الأسرى المصريين في حربي 1956 و1967 حول الجرائم التي واجهوها.
وبعد غياب طويل عقب تاريخ طويل ملأته بالإنجازات الفنية والبطولات السياسية تطل علينا ملكة الزمن الجميل في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، ليستحضر ظهورها روعة الماضي وجماله، وتتسلم جائزة نجيب محفوظ الشرفية، والتي جسدت بطلتين من وحي خياله في فلميها "السمان والخريف"، و"بين القصرين"، مهدية الجائزة لأرواح شهداء وطنها، لتثبت أنها وبحق "سيدة المواقف".